من هنا وهناك (٣٣) حسنُ الاستماع هديةٌ
من هنا وهناك (٣٣) حسنُ الاستماع هديةٌ من الآداب التي ينبغي أن نتحلى بها كمؤمنين هو حسنُ الاستماع للآخرين، ويكون هذا الأدب أكثر أهميةٍ مع المقربين منّا من الأهل والأقارب، فإنه هو الطريق الأمثل لمعرفة مشاعر وفكر وآلام الآخر، بل ومفتاحُ التفاهم معه، ومناقشته، والوصول لقلبه. من الآثار الإيجابية لحسن الاستماع هو جعل تركيزنا منصبًّا بدرجةٍ كبيرةٍ على الاستماع لا على الكلام، ممّا يُساعد على الابتعاد عن الجدال والمراء، وكذلك قلة الأخطاء والذنوب التي يسببها كثرةُ الكلام. الآخرون دائمًا يحتاجون لأذنٍ تسمع وإلى قلبٍ يستمع، وقد تكون هذه هديةٌ من أكبر الهدايا التي تقدِّمها للآخر، وهي في ذات الوقت غير مكلفة، فكم من قلبٍ مجروحٍ يريد أن يبوح بآلامه، وكم من صاحب همٍّ يريد أن يشاركَه غيره، وكم من صاحب مشكلةٍ يحتاج لمن يساعده في حلحلتها وفكِّ تعقيداتها، وكل هذه مفتاحها حسنُ الاستماع، وإبداء الاهتمام، مما ينعكس على نفس المتحدِّث، ويضخ فيها شيئًا من الراحة والسعادة بمجردِّه. حسن الاستماع كما أراه أدبٌ رفيعٌ وهديةٌ قيمةٌ نقدمها للآخرين، فلا تبخلوا به.. محمود سهلان ٣١ ديسمبر ٢٠١٨م