من هنا وهناك (٢٦) قضاءُ حوائج المؤمنين
من هنا وهناك (٢٦) قضاءُ حوائج المؤمنين
ينبغي للمؤمنين أن يسعَوا في قضاء حوائج بعضهم، وهو ممّا يحقق التماسك المطلوب للمجتمع المؤمن، فكلما اشتد سعي المؤمنين لقضاء حوائج إخوتهم زادت قوتهم، إذْ هم كالجسد الواحد، وقد أكد القرآن وكذلك الروايات على أهمية ذلك بطرقٍ متعددة، حتى عُدَّت حاجات الآخرين للمؤمن نعمةً عليه.
هذه المقدمة ليست لنفي وجود هذه الحالة أبدا، بل للإشارة لوجودها واقعا، فهي صفةٌ من صفات المجتمع لا تزال موجودة، وقد أثبت المؤمنون ذلك في مواقفهم الكثيرة جدًا في هذا الاتجاه، وهي دون شكٍّ عصيةٌ على الحصر.
إنما -اخترت الكلام في هذا الموضوع- من أجل تأكيد الحالة وضرورة المحافظة عليها أولا، ثم السعي الجادّ لتقويتها وإشاعتها بين أفراد المجتمع، وهو أمرٌ دون شكٍّ في غاية الأهمية.
الجدير بالذكر أن هناك حالةً أخرى مرتبطةٌ بالحالة المذكورة، وهو مقابلة بعض المؤمنين لليد التي تُمد إليهم بالقبول حتى دون حاجتهم الفعلية، لبثّ روح الفرح في قلب من يَمد يدَه للمساعدة ومن أجل تشجيعه على الاستمرار على ذلك، وهي لعمري حالةٌ في غاية النبل والجمال لو تأملناها جيدا.
محمود سهلان
٩ ديسمبر ٢٠١٨
تعليقات
إرسال تعليق