من هنا وهناك (١٨) منابر الصِّبيان

من هنا وهناك (١٨) منابر الصبيان

من أشراط الساعة أن يخطبَ الصبيان على المنابر، هذا ما أفاده رسول الله (ص)، ولعل ذكر الصبيان لأنهم أحداث لم يبلغوا الرشد أو أن تجاربهم في الحياة قليلة، فهُم على أي حالٍ أقل حكمةً ووعيًا عادةً ممن بلغ من العمر ما بلغ، فالمسألة كما أرى مرتبطةٌ بالمستوى الفكري للفرد وبُعده عن الحكمة، فهي ليست متعلقةً بالسن فقط.

نرى اليوم الكم الهائل ممن نصب له منبرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر تطبيقات (سناب شات) و(انستغرام)، وفي الواقع إن مجموعةً كبيرةً من هؤلاء لها صفات الصبيان، فمنابرهم منابر صبيان، لا علم فيها ولا وعي ولا حكمة ولا فكر، بل كلامٌ فارغٌ وخفة عقلٍ وتفسخٌ وغير ذلك مما تجده هنا وهناك..

المشكلة الأخطر ليست فيهم بأنفسهم، بل في الكم الهائل من المتابعين والمعجبين!! نعم فلو كنا نتعامل بشكلٍ جيدٍ مع أمثال هذه الظواهر السلبية، لما أعطيناها الأهمية التي حصلت عليها اليوم، ولتعرضت للتراجع والاندثار، بينما نجد أنها باتت مؤثرةً بالمجتمع وبشكلٍ سلبيٍ بكل وضوح..

"لو سكت الجاهل لما اختلف الناس"، ولكن الجهلة لم يسكتوا، والناس تستقي من الجهلة في كل حينٍ جهلا، فماذا ننتظر من تحولاتٍ بالمجتمعات غير التراجع والانحدار؟!

ألوم المتابعين والمعجبين أكثر من نفس أصحاب المنابر الجاهلة، فإنهم أعانوهم على الفساد، وعلى نشره، بل وتلبّسوه سواء التفتوا إلى ذلك أم لا..

ابتلينا بمنابر الصبيان ونسأل الله العافية..

محمود سهلان
٢٠ نوفمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون