من هنا وهناك (١٥) لنُقدِّر جهودَ الآخر
من هنا وهناك (١٥) لنقدِّر جهودَ الآخر
يبذل الإنسان الكثير من الجهود في إطار علاقاته الاجتماعية وما يتعلق بها من واجبات، بل ويزيد على واجباته ربما، وقد يجد مَن يقدر ذلك أحيانا، بينما قد لا يجد أي تقديرٍ لجهوده أحيانًا أخرى، وهي مسألةٌ مهمةٌ تستدعي الانتباه بجد.
من شأن الحِرمان من التقدير أن يضرَ بالعلاقات الاجتماعية، خصوصًا الممتدة منها كالزواج، فما أكثر ما تتعرض العلاقة بين الزوجين للضربات المختلفة، ومن أقواها شعور أحد الطرفين أو كليهما بعدم التقدير من شريكه، فالزوجة تريد من زوجها أن يظهرَ تقديره لما تقوم به من خدمةٍ بالمنزل، وتربيةٍ للأبناء، وجهودٍ في خدمته شخصيا، كذلك الزوج يريد من الزوجة أن تظهر تقديرها له ولعمله من أجل الكدّ عليها وعلى عياله، وهكذا في غيرها من العلاقات.
البعض قد يقول أنا أُقدّر ما يقدمه لي شريكي، إلا أنني لا أُعبّر عن ذلك، لكننا نُجيب عليه أن الشريكَ كيف سيعرف أنك تقدره فعلا، وإن كان رضاك وتقديرك الباطني سينعكس على تصرفاتك، لكنه في الغالب يصعب أن يُلاحظ، بينما تعبيرك عن تقديرك بالقول أو بالفعل بهديةٍ أو غير ذلك لا يمكن أن يخفى، ويبقى أثره في نفس الطرف الآخر.
هذه المسألة جوهريةٌ في دوام العلاقات، وفي سعادة الشركاء، وينبغي للمؤمنين الالتفات إليها، فهي مسألةٌ أدبيةٌ أخلاقيةٌ من جهة أخرى، مع التأكيد أيضًا على أن عدم التقدير أو ضعفه يجب أن لا يجعلنا نقصر في واجباتنا، فإننا ما دمنا في وثاق أمرٍ ما ينبغي منّا الالتزام بمتعلقاته، كما أننا سنحاسب عليه في يوم الحساب ونُسأل عن واجباتنا التي فرطنا فيها إن حصل.
محمود سهلان
١٢ نوفمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق