من هنا وهناك (٢٠) أحسن الظنِّ بالله

من هنا وهناك (٢٠) أحسن الظنَّ بالله

 قال الرضا (ع): (أحسن الظنَّ بالله فإنّ الله عزَّ وجلَّ يقول: أنا عند ظنِ عبدي المؤمن بي، إنْ خيرًا فخيرًا وإنْ شرًا فشرًا)[الكافي/ج٢].

المطلوب من المؤمن أن يحسنَ الظن بالله، فإنه بين أن يظن خيرًا أو يظن شرًا، فإنه سبحانه كما في الرواية لم يقل: (أنا عند حسن ظن عبدي)، بل قال: "أنا عند ظن عبدي"، فأتبعها بقوله: "إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا"، أي إنك إن ظننت خيرًا تُجازى خيرًا وتحصد خيرا، وإن ظننت شرًا فبالعكس من ذلك فالجزاء ممثالٌ لظنك.

لما مرّ نجد أن الإمام (ع) يأمر بحسن الظن بالله، لكي تجد الخيرَ بظنك الخيرَ بالله، ولا يخفى ما في ذلك من ارتباطٍ بين إيمان العبد بالله وبين ظنه، فالأمر لا يتوقف على الظن فقط، فهو حتمًا لا بد أن يكون عن علةٍ أدت بالمؤمن له، وكذلك من ساء ظنه بالله فالأمر راجعٌ لعلةٍ ما فتأمل.

بالتالي فإننا إن واجهنا أمرًا أو طلبنا من الله تعالى شيئًا فينبغي أن نتقبّل ما نواجه وأن نرفع الدعاء مشفوعًا بحسن الظن بالله، فنسلم ونرضى ونحمد الله على كل حالٍ حتى فيما يكون مؤلمًا ومفجعًا، وأن نتيقن من أن الله سيكتب لنا الخير عندما ندعوه، فإن كان تحقُّق ما نريد فيه الخير سنحصل عليه، وإن كان العِوض أفضل فإننا لن نُحرم منه، فقط علينا أن نعمل بيقينٍ وبحسن ظنٍ بالله ونمضي..

محمود سهلان
٢٥ نوفمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون