من هنا وهناك (١٩) خطر ذنب اللسان
من هنا وهناك (١٩) خطر ذنب اللسان
نخاف أكثر ما نخاف -كمؤمنين- من الأفعال المخالفة للشرع ونعتبرها ذنوبا، وهذا أمرٌ ضروري، فينبغي أن نتورّع عن كل فعلٍ مخالفٍ للشريعة الإسلامية، إلا أننا نغفل عن ذنوب اللسان، فلا نعدها ذنوبًا تارةً ونستصغرها أخرى..
ذنوب اللسان كثيرةٌ جدا، وقد تكون أكثر خطرًا من الأفعال والتروكات الأخرى؛ أي فعل المحرمات وترك الواجبات، فالكذب والغيبة والنميمة وغيرها ذنوبٌ لا تقل عن الأفعال الأخرى، كالضرب والاعتداء على الغير والنظرة المحرمة وما شابه من أفعال.
في الواقع الكلام أيضًا فعلٌ نقترفه بجارحةٍ من الجوارح، ولعلها تكون أخطرّ الجوارح، فبها نعبّر عن مكنوناتنا ومشاعرنا وأفكارنا، فالتواصل عن طريق الألفاظ هي الطريقة الأكثر شيوعًا بين الناس، فكم نُطلق في اليوم الواحد من الكلمات؟ وكم ذنبًا نحتمل أن نُصيب على إثرها؟ وما هي الآثار التي نترقبها؟ وما هو امتدادها؟
نعم.. قد نطلق كلمةً نقطع بها رزقا، وأخرى نُهين بها مؤمنا، وثالثةً نقطع بها رأسا، ورابعةً نُظلّ بها أمة، أتلاحظون معي خطورة الكلمة، وخطورة اللسان؟!
محمود سهلان
٢٢ نوفمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق