من هنا وهناك (١٦) خصوصيّة المؤمن
من هنا وهناك (١٦) خصوصية المؤمن
يُسيء بعض المؤمنين للبعض الآخر منهم، حتى يصل الأمر لإخراجهم من دائرة الإيمان، والحال أن الله تعالى ورسوله المصطفى وآله الأطهار صلوات الله عليهم قد بيّنوا ما يجعل الإنسان داخلًا في الدائرة أو خارجًا عنها، حتى أن بعض الذنوب الكبيرة لا تُخرج المؤمن من الدائرة بتلك السهولة التي نجدها على ألسنة البعض.
من أجل خيارٍ أو توجهٍ أو تيارٍ ما اختاره المؤمن، أو لذنبٍ ارتكبه، لا يتردد غيره من المؤمنين من إخراجه من دائرة الإيمان، ولا ندري من أين منح نفسه الحق في ذلك؟! في حين نجد الله سبحانه وتعالى يغفر له بل ويستر عليه، وكذلك فعل رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع)..
التعامل بين المؤمنين له خصوصياتٌ كثيرة، ونفس المؤمن وماله وعرضه وكل ما يتعلق به له قيمةٌ خاصةٌ عند الشارع المقدّس، فيلزم من ذلك أن نتعامل فيما بيننا بما يتناسب ومنزلة المؤمن الخاصة، على اختلاف درجات الإيمان، فلا يبرأ صاحب الدرجة الأعلى من صاحب الدرجة الأدنى، بل يحترمه ويداريه ويسعى لرفعه إليه، هذا فيما لو تمكن من تحديد درجته ونسبتها إليه.
أكاد أجزم بأن قلبَ سيدنا الإمام المهدي المنتظر -عجّل الله فرجه- يتقطع ألمًا عندما يرى حال المؤمنين وهم في فرقةٍ وشِقاق، حينما يرى شتاتهم وتنازعهم فيما بينهم، حتى أنّ كل واحدٍ منهم يُخرج الآخر من الدين!
محمود سهلان
١٤ نوفمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق