عائلةٌ واحدة
عائلةٌ واحدة
تميَّزت
واشتهرت قرية العكر بتعاضد أهلها مع بعضهم عند الضيق، لا سيما في حال وفاة أيِّ
فردٍ من أفراد القرية، فيهتم أهل القرية كثيرًا بما يرتبط بتجهيز الميت، وحضور
مراسم دفنه، ومجالس الفاتحة، ومواساة أهل الميت.
اللافت
في طريقة تعاطي أهل القرية مع حالات الوفاة ليس هو امتلاء المأتم عادةً طوال أيام
الفاتحة بالمعزين، أو حضورهم للمقبرة لدفن ومواراة الميت ثم لختام الفاتحة (كسار
الفاتحة)، أو ما شاكل، وإنما اللافت هو اعتبارهم الميت فردًا من أفراد عوائلهم،
فلا تراهم يعزُّون أهل المُتوفَّى بالطريقة المتعارفة في مجالس التعزية، وإنما
بالحضور للمأتم دون التعزية المباشرة بالطريقة المتعارفة، بل يجلسون في المأتم
وكأنَّهم أهلُ الميت نَسَبًا، وربما جلسوا مع أهله يتلقَّون التعازي من أهالي
القرى الأخرى.
تميزت
أيضًا قرية العكر بالتزام أهلها بزيارة المرضى من أهل القرية، بل ربما التزم بعض
الأهالي بزيارة المرضى من أهالي القرى المجاورة، ولا تخفى أهمية ذلك وانعكاسه
الطيب على نفس المريض وأهله.
هذه
العادات الحسنَة وغيرها انتقلت للجيل الحالي ولبعض الشباب، وأرجو أنْ تبقى وتتطور
ويُضاف إليها غيرها مما يساعد في تقوية الروابط الاجتماعية بين أهالي القرية.
لا أدَّعي
أنَّ قرية العكر هي القرية الوحيدة التي تتمتع بمثل هذا الترابط والتماسك، لكنَّها
لا سيما في الميزة المتعلقة بمجالس الفاتحة والتعزية من القُرى القليلة التي تميزت
بتلك العادة. نعم، للقرى الأخرى عاداتٌ وتقاليدُ أخرى تميزها وتقوي مجتمعها، وفي
ذلك فليتنافس المتنافسون.
في
الختام أقول: كتبت مثل هذه المقالة في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٣م ونشرتها على مدونة
ارتقاء، واليوم أُعيد كتابتها -لمدونة نسائم عين العكر- معتقدًا أنَّنا حافظنا على
هذه العادات في القرية، وهي عاداتٌ حسنة، وأرجو أنْ تنتقلَ للأجيال اللاحقة.
الشيخ محمود سهلان
ليلة الجمعة ليلة حادي محرم ١٤٤٧هـ
الموافق يوم الخميس ٢٦ يونيو ٢٠٢٥م
تعليقات
إرسال تعليق