من هنا وهناك (٣٢) الاستخفاف بالصلاة

من هنا وهناك (٣٢) الاستخفاف بالصلاة

يظهر ممّا ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة أفضلية الصلاة على غيرها من الأعمال العبادية، فهي معراج المؤمن، وهي عمود الدين، وهي التي إذا قُبلت قبل ما سواها، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وغير ذلك من التوصيفات لها والمترتبات العظيمة على أدائها بخشوعٍ وخضوع.

فإذا اهتم المؤمن بصلاته تغيّرت أحواله المعنوية والمعيشية للأفضل غالبا، أما إذا استخفّ بها وتهاون في أدائها ساءت أحواله بشكلٍ عامٍّ وحالته الروحية والمعنوية بشكلٍ خاص، لذلك عندما يسألُ سائلٌ عن سبب تردي أحواله كثيرًا ما نجد العلماء الأجلاء يؤكدون له على ضرورة مراجعة حاله مع صلاته.

الآثار التي تذكرها الروايات للاستخفاف بالصلاة آثارٌ شديدةٌ جدا، فالمستخف بالصلاة يقول -عنه- رسول الله (ص): إنه ليس مني، ولا يرد علي الحوض، ويقول صادق الآل (ع): إن شفاعة آل محمدٍ لا تنال مستخفًا بالصلاة، فأيّ أثرٍ وعقابٍ أشدّ من ذلك؟!

عن رسول الله (ص): "ليس منّي مَن استخفَّ بصلاته، ولا يرد عليّ الحوض لا والله"[من لا يحضره الفقيه/ح٦١٧].

عن الإمام الصادق (ع): "إنّ شفاعتنا لا تنالُ مستخفًا بالصلاة"[من لا يحضره الفقيه/ح٦١٨].

من أوضح مظاهرِ الاستخفاف كما يبدو لي أمران:

الأول: تأخير الصلاة عن أول وقتها، بل تأخيرها حتى خروج الوقت ثم أدائها قضاءً دون سببٍ معتبر.
الثاني: أداء الصلاة بسرعةٍ يتعذر معها القراءة والذكر الصحيح، حتى وُصفتْ مثل هذه الصلاة بنقرِ الغراب، إضافةً لعدم مراعاة مسألة الجهر والاخفات في القراءة.

ينبغي لنا كمؤمنين أن نلتفت جيدًا لأهمية أداء الصلاة على أكمل وجه، ولو بالابتعاد عمّا يجعلنا في قسم المستخف بصلاته والعياذ بالله.

محمود سهلان
١٧ ربيع الثاني ١٤٤٠هـ
٢٥ ديسمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون