من هنا وهناك (٢٥) يقترحونَ على الله!
من هنا وهناك (٢٥) يقترحونَ على الله!
من المشاكل التي ظاهرها بسيطٌ لكن باطنها عميقٌ، مشكلة الاقتراح على الله تعالى ورسوله (ص) وخلفائه في أرضه (ع)، فيُطلق بعضنا كلامه دون أدنى التفات، فيقول: لو أن الله سمح بكذا. ويقول ثانٍ: لو أن الله خلقني في بلدٍ غير هذا البلد. ويقول ثالثٌ: لو أن رسول الله (ص) كتب الوصية ولم يعبأ بما قاله القوم. ويقول آخر: لو أن الإمام الحسن (ع) لم يصالح..
هكذا نتحدث دون أدنى التفاتٍ ولا اكتراثٍ بمقام من نتكلم عنه، فنجد قلوبنا غير مسلِّمةٍ لقوله وفعله، بينما ينبغي منا التسليم والرضا بما قالوا وما فعلوا، فإن الحديث هو عن الكمال المطلق جلّ وعلا، ثم من ثبتت لهم الولاية في طول ولايته تعالى، وثبتت لهم العصمة وغيرها من المقامات.
ليس من الأدب في شيءٍ أن نقترح على الخالق الحكيم شيٌ، ولا من الأدب كذلك أن نتعامل بمثل هذا مع رسله وأوليائه، وإلا فإنا نثبت غفلتنا عن هذه المقامات العظيمة، ونثبت نوعًا من الخلل في عقيدتنا بهم، بل من الأدب أن نسلِّم ونرضى لما قالوا وما فعلوا، وأن نلتزم به كله دون بخسٍ لأي شيءٍ منه.
آيات القرآن الكريم والروايات الشريفة ترفض أن يجد الإنسان شيئًا في قلبه تجاه أمر الله وخلفائه في أرضه، لكننا نتجاوز ذلك لنقترح عليهم!!
محمود سهلان
٥ ديسمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق