من هنا وهناك (١٢) منظارُ الناقد

من هنا وهناك (١٢) منظارُ الناقد

تقييم الآخرين لك ونقدهم أمرٌ من الجيد أن تأخذه في الاعتبار، سواء كان الآخر قريبًا أم بعيدا، صديقًا أم عدوا، لكن مع الالتفات إلى أن من يقيمك وينتقدك في أي أمرٍ له منظاره الخاص، وله ثقافته الخاصة وطباعه وآدابه الخاصة، وهي تتدخل بطبيعة الحال في نظره للأمور.

هناك عدة أمور ينبغي أن تلاحظها جيدا، أذكر منها أمرين:

الأول: أن يكون الناقد ممّن يصح له ذلك، كأن يكون مختصًا في الجانب الذي يتناوله، أو يكون ممن يتمكن من التقييم لسببٍ أو لآخر.

لثاني: أن لا يكون ما يبني عليه الناقد نقده مخالفًا لثقافة الثقلين فيما ينبغي أن يرجع إليهم فيه، فقد يتسبب بُعده عن هذا النبع الصافي بسلبياتٍ ومشاكلَ كثيرة، فيضرك من حيث أراد نفعك.

كذلك ينبغي الانتباه والمراجعة الشخصية لما يقال في حقك، فقد يكون الناقد يبالغ في مدحك فيؤثر في نفسك سلبًا بتسرب الغرور إليك، وقد يكون مجحفًا فيتسبب في كسر همتك وعزيمتك، بينما لم يكن مصيبًا في كلامه.

قال تعالى: (بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)[القيامة/١٤].

محمود سهلان
٨ نوفمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون