من هنا وهناك (١٧) الزواج مسؤوليةٌ اجتماعية
من هنا وهناك (١٧) الزواج مسؤوليةٌ اجتماعية
عندما يُقدِم أي فردٍ على الزواج ينبغي له أن يلاحظ عدة أمور، وقد أشارت الروايات الواردة عن رسول الله (ص) وأهل البيت (ع) للعديد من الجوانب التي لا يصح تجاهلها ممن يقدم على هذه الخطوة.
الكثير من الروايات تحدّثت عن المواصفات التي ينبغي مراعاتها في الزوجة، سواء كانت مواصفاتها الشخصية أو بيئتها التي تربّت فيها وأسرتها، فأشارت لما ينبغي توفَّره في الزوجة، كما أشارت لمن ينبغي تجنبها لبعض الأسباب، وليس المقام مناسبًا للحديث عنها.
هذه التنبيهات والتوجيهات من الشارع المقدس لم تكن عبثية، ففيها صالح الزوجين ثم الأولاد، وهو مطلبٌ مهمٌ دون شك، ثم أن انعكاسات هذه الحالة الاجتماعية -أقصد الزواج- على المجتمع أمرٌ واضح، لذلك أوصى الشارع بالتخيّر للنطفة، فإن هؤلاء الأولاد يتأثرون وراثيًا وتربويًا وفكريًا وأخلاقيًا بما يكون عليه الأبوان والأجداد والمحيط، بل أن الوراثة قد تكون من أحد أجداد الأجداد.
المسألة إذًا لا تتعلق بنفس الزوجين فقط، بل وليس هم مع الأولاد فقط، بل تتعلق بالمجتمع كله، لذلك فإن شعور المؤمن بالمسؤولية تجاه المجتمع ينبغي أن يدفعه لمراعاة كل ما له دخالةٌ وتأثيرٌ فيه، ومن الواضح تأثير العائلة والأولاد فيه تبقى على امتداد الزمن، فلن تقف التأثيرات عند فترةٍ معينةٍ وتنتهي، وعندما نفتقد هذا الحس بالمسؤولية فلنترقب البلاء والعاهات بالمجتمع ككل، وليندب أحدُنا حظه حينها..
محمود سهلان
١٩ نوفمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق