مفاتيح فقهية (١): طرق تحقيق الطاعة
مفاتيح فقهية (١): طرق تحقيق الطاعة
ينبغي للمكلَّف بالشريعة المقدسة سلوك أحد ثلاثة طرقٍ لتحقيق الطاعة لله تعالى والخروج عن عهدة التكليف، وهي:
الأول: الاجتهاد: وهو بذل الجهد في استخراج الأحكام الشرعية من مصادرها المعتبرة.
- لا يجوز للمجتهد تقليد غيره، بل عليه العمل برأيه، أما في المسائل التي ليس له رأيٌ فيها فيجوز له التقليد أو الاحتياط.
الثاني: الاحتياط: مأخوذٌ لغةً من الحذر والتحرز، وفي الشرع هو: العمل الذي يبعث على الاطمئنان واليقين ببراءة الذمة وتحقيق رضا الله تعالى بامتثال التكليف الواقعي المجهول.
- الاحتياط عملٌ ممدوحٌ من العقلاء، وقد وردت فيه بعض النصوص، وحَريٌ بالمؤمن أن يسعى للاحتياط في أمر دينه، وجاء في إحدى الروايات -مضمونًا- أن أخاك دينك فاحتط لدينك.
- إحراز ما يقتضيه الاحتياط التام متعذرٌ أو متعسرٌ غالبًا على غير المتفقه.
- توجد بعض الموارد يتعذر فيها الاحتياط فلا بدّ حينئذٍ لغير المجتهد من التقليد فيها.
الثالث: التقليد: حيث لا يكون المكلف مجتهدًا ولا محتاطًا يجب عليه أن يكون مقلدًا للمجتهد الجامع للشرائط، ويكفي في تحقق التقليد العزم على الرجوع إليه والعمل برأيه عند الحاجة.
ملاحظة: من يقلد مرجعًا من المراجع قد يتمكن من الاحتياط في بعض الموارد فيما لو كان عالمًا إجمالًا بوجود آراء أخرى أحوط من رأي المرجع الذي يرجع إليه، وقد يكون ذلك نوعًا من الجمع بين التقليد والاحتياط بمستوى من المستويات.
إعداد: محمود سهلان
٢٢ ربيع الأول ١٤٤٠هـ
٣٠ نوفمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق