من هنا وهناك (٣٠) الصبر واليوم الآخر
من هنا وهناك (٣٠) الصبر واليوم الآخر
القضاء في الشريعة الإسلامية قائمٌ على البيّنات والأَيمان بشكلٍ عام، سواء كانت تؤدي لإصابة الواقع أم لا، ولا شكّ أن الشارع أراد ذلك نظرًا للمصالح والمفاسد كما هو الحال في الأحكام الشرعية.
إذا لم يحصلْ ذو الحق على حقه في الدنيا لأنه لا بيّنة له، أو أن حقه ظُلم لأن الطرف الآخر حلف كاذبا، أو لغير ذلك من الأسباب، فالأمر لا ينتهي هنا، إذ أن غاية ما يؤدي إليه القضاء هو فضّ النزاعات بين الناس، حتى لو كانت الأحكام غير مطابقةٍ للواقع أحيانا.
هل سيذهب حق المظلوم مُطلقا؟ وهل سينجو الظالم ولن ينال جزاء فعله؟
العدل الإلهي يقول لا، فالأمور لا تُحسم وتنتهي في الدنيا، مع أن بعض المظالم تُرد إلى أهلها ويُعوَّضون عنها في الدنيا، ومع أن بعض الظَلمة ينالون عقابًا دنيويًا كذلك على أفعالهم، إلا أننا نعتقد أن هناك معادًا ينال فيه كل ذي حقٍّ حقه، يحكم فيه العدل الإلهي، وتُرد فيه المظالم حتما.
إذا كان الأمر كذلك، وهو الحق، فلا بد أن يتريّث المؤمن وأن يكون صبورًا مهما جرى عليه من ظلم، إلى أن يأتي أمر الله تعالى، فلو ظلمك أحدٌ مالًا لك مثلا، ولم تتمكن من استرجاعه حتى عن طريق القضاء والحاكم الشرعي، فلا تحزن وتكن عجولا، فإن الله تعالى يأخذ حقك، وقد يعوضك خيرًا منه في الدنيا كذلك.
محمود سهلان
١٢ ربيع الثاني ١٤٤٠هـ
٢٠ ديسمبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق