من هنا وهناك (٢٧) رفعُ الكلفة لا الأدب

من هنا وهناك (٢٧) رفعُ الكلفة لا الأدب

يتداول بعضنا مقولةً أجدها غير صحيحة، ولسنا بحاجةٍ لتوجيهها، وهي: (بين الأحباب تسقط الآداب)، لأنني أجد أن المطلوب هو عكسها تمامًا، فبين الأحباب ترتقي الآداب، ولنا في تعامل أهل البيت -صلوات الله عليهم- فيما بينهم خير مثال، فنجد رسول الله (ص) وهو خير الخلق يقف عند الباب ويستأذن الزهراء (ع) للدخول، ونجد أمير المؤمنين (ع) يجلس بين يدي رسول الله (ص) كالعبد بين يدي مولاه، وغيرها من المواقف الكثيرة جدًا التي ترتقي فيها الآداب لأعلى مراتبها.

لعل بعض المؤمنين أراد بذلك رفع الكُلفة والتكلُّف بين الإخوة، لا التخلي عن الآداب والأخلاق الحميدة، من قبيل الاحترام والحياء وغيرها، وهو ما دعت له بعض الروايات ووجَّهت نحوه، فالمحافظة على الآداب وارتقائها بين المؤمنين، ورفع الكُلفة أمران مطلوبان معا، لا أن رفع الكلفة بين المؤمنين تعني إسقاط الآداب.

عن أمير المؤمنين عليه السلام: (شَرُّ الإِخوانِ مَن تُكُلِّفَ لَهُ)[نهج البلاغة].

نعم.. الآداب والأخلاق الحسنة مطلوبةٌ من المؤمن في كل حالاته، فكيف يمكن إسقاطها في حالةٍ خاصةٍ جدا، وهي الأخوة بين المؤمنين؟!

محمود سهلان
١٠ ديسمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون