من هنا وهناك (٦) الفقر الروحي

من هنا وهناك (٦) الفقر الروحي

خلقَ الله تعالى المخلوقات ويعلم حاجتها وافتقارها، ويعلم بما يسد كل ذلك، ويعلم بطريق صلاح كل مخلوقاته، وعلى أساس هذا حدد وجهة المكلفين، وأرشدهم لطريق كمالهم.

ابتعد الكثيرون عما رسمه المولى عزّ وجل، فلم يلتزموا بما شرَّع من أحكام، ولم يلتزموا بأعماق العقيدة بل حتى بظاهرها، وهو بطبيعة الحال يخلق خللًا في أنفسهم وفي حياتهم ككل، حيث إن فقر ممكن الوجود (المخلوق) لا يمكن أن يرتفع بغير ما أراده الخالق وجعله رافعا للفقر وأرشد إليه.

الافتقار الروحي يُعد من أشدّ أنواع الفقر وأكثرها إيلامًا وإضرارًا بالنفس الإنسانية، لذلك تجده يحاول سدّ هذا الفقر فلا يتمكن بما أنه ابتعد عما رسمه خالقه العالم بأحواله، فينتهج مناهجَ متعددة لكنه يعيش وهمها دون الوصول للنتيجة المرجوة، التي تُغنيه عن فقره وتقوده لكماله..

من أوضح الظواهر في هذا الجانب هو توجه الكثيرون للقراءة لكُتّابٍ حاولوا الاستغناء بأنفسهم عما أراده الله تعالى، بالإضافة لكون بعضهم بعيدون كل البعد عن الإيمان الذي أسس له الشارع المقدس عن طريق التمسك بالثقلين الشريفين.

محمود سهلان
٢٣ أكتوبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون