من هنا وهناك (٨) المودة والرحمة بين الزوجين

من هنا وهناك (٨) المودة والرحمة بين الزوجين

قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم/٢١].

جعل الله تعالى بين الأزواج مودةً ورحمة، فما إن يتمَ العقد بين الزوجين يجعل الله لهما ذلك، وهي نعمةٌ كبيرةٌ على الإنسان لو تفكّر، تُحقق له الاستقرار والسكينة.

هذه المودة وهذه الرحمة المجعولتان من الله قد نُعاجِلهما بعدة ضرباتٍ بأفعال سابقة على العقد أو بعده أو فيه، وهذا ما نجده متحققًا بما يشترطه كل طرفٍ على الآخر، أو لجهات النظر من كل شريكٍ لشخصية الآخر عند الاختيار، أو التصرفات الخاطئة والمخلة أثناء مراسم الزواج أو غيرها، فنقضي عليهما دون أن نلتفتَ إلى ذلك، فنخسر هذا الجعل الرباني الذي هو من صالح حياة الزوجين.

ينبغي للأزواج السعي للرجوع لهذا الجعل وإزالة موانعه التي لولاها لتحققت المودة والرحمة بينهما، فمهما كانت تلك الموانع صعبةً فإن إزالتها في الغالب ممكن، وكم هو رائعٌ أن يبادر كل طرف نحو ذلك، لما فيه من خيرٍ له ولشريكه. ينبغى أن لا نخرِّب بيوتنا بأيدينا، فإن خرابها وبالٌ علينا أولا، وقد يطال غيرنا ثانيًا..

محمود سهلان
٢٨ أكتوبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون