مراجعة رسالة: براءة المطمئن

مراجعة رسالة: براءة المطمئن.
تأليف: السيد محمد السيد علي العلوي.
الموضوع: رسالةٌ مختصرةٌ في مقاصد ومضامين قوله تعالى: (ما نعبُدُهم إلا ليقرِّبونا إلى الله زُلفى).

* مقدمة:

وفيها عدة نقاط:
- يتألق الإنسان في بنائه الفكري إذا استوعب وعاش مسؤولية البناء. وقد ألقى أهل البيت (ع) الأصول وقالوا أن علينا -نحن الشيعة- التفريع، وهذه الأصول أصولٌ لكل شيء، للعقيدة والفقه والأخلاق والفكر وكل مجال.
- يتراجع التألق بالانشغال بالمناوئين والتهم من المخالفين. ونحن نعلم أن المخالفين كانوا وما زالوا يكيلون التُهم لشيعة أهل البيت (ع).
- استمرار الفعل من الآخر ورد الفعل من علمائنا بما يفي بالغرض، لكنه استمر حتى جاء من ينادي بمراجعة وتنقية التراث.
- أهم التهم الموجَّهة هي اتهام الشيعة بالشرك والغلو.
- ينفي المصنف التهمة ويبين بعض مقامات أهل البيت (ع) من خلال الروايات.
- ما تتعرض له هذه الرسالة هو إبطال استدلال المخالفين على شرك وغلو الشيعة.

* مسألة:

الانطلاق من قوله تعالى: (ما نعبُدُهم إلا ليقرِّبونا إلى الله زُلفى)[الزمر/٣]. والحديث عن ثلاث مفردات: نعبدهم، وليقربونا، وزلفى.

• نعبدهم:
- بدأ المصنف بإخراج احتمال كون المقصود من العبادة هو الخدمة.
- عبادة قريشٍ للأصنام لأنهم لا يقدرون على عبادة الله تعالى حق عبادته، ولأن هذه العبادة تقربهم من الله جلّ وعلا.
- لعل المصنف أراد بيان الدافع والباعث الأول فقرّر أنه: لخوف الإنسان منذ ولادته وحاجته لجهة استيثاقٍ تُشعره بالأمان، وهذا ما قد يتحول به للعبادة.
- ذِكر بعض الأقوال في معنى العبادة.

س: هل يُعقل أن يعبد إنسانٌ إنسانا؟
جـ: يصح الاستعباد بما يجعله خادمًا له مع سلب كل أو جل الحقوق الشخصية لا على نحو الربوبية.
- إشارةٌ لأن المذموم هو التقرب إلى الله تعالى بعبادة غيره لا مطلق وسائل التقرب.

• ليقرِّبونا:
- حصر الغاية من عبادة الأصنام في التقرب.
- فاعل التقريب -عندهم- هو الأصنام وهو كاشفٌ عن عقيدةٍ في الأصنام أنها قادرةٌ على الفعل وأن لها اتصالًا خاصًّا بالله تعالى.

• زُلفى:
- هي في اللغة (القربة والدرجة والمنزلة).

* دعوة الرسول (ص):

- كانت عبادة قريشٍ وغيرهم من الأقوام للأصنام وغيرها لأنهم أرادوا شيئًا يوصلهم بالغيب الأعظم.
- اعتراض القرآن على طبيعة الواسطة المتخذة لا على نفس اتخاذ الواسطة.
- نفي القرآن الألوهية عن غير الله تعالى وتثبيت القيادة التي ينبغي للناس اتباعها، وقد حدّدها بالولاية لرسول الله (ص) والأئمة من أهل بيته (ع) من بعده، وأنها في طُول ولاية الله تعالى.
- إشارةٌ مهمةٌ في طيات الكلام منه، وهي أن إصابة التوحيد دون الوسيلة المقرّرة ممتنع.

* تعليقي:

نفى المصنف تهمةَ الشرك والغلو عن الشيعة في رسول الله وأهل البيت -صلوات الله عليهم- في رسالته، بل وثبَّت أنهم الواسطة وأن الولاية ثابتةٌ لهم بشكلٍ مختصرٍ ومفهوم، يُغني عن طلب المزيد إن كانت غاية القارئ هو نفي هذه التهمة فقط، وقد كانت هذه غاية المصنف. وقد ألاحظ هنا أن الاعتماد كان في أغلبه على المنقول لا المعقول، وهو كما يبدو الأنسبَ في المقام لأن التهمةَ هي ممّن يعتمد القرآن وقول الرسول (ص) مرجعًا له.

محمود سهلان
٢٢ ربيع الأول ١٤٤٠هـ
٣٠ نوفمبر ٢٠١٨م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون