مراجعة كتاب: المسؤول في النية والفعل والمفعول

مراجعة كتاب: المسؤول في النية والفعل والمفعول.
للكاتب: السيد محمد ابن السيد علي العلوي.
عدد الصفحات: ٥٠ صفحة.

يقع البحث في مقدمةٍ وخمسة مباحث وخلاصة.

* المقدمة:

اشتملت على بعض النكات المهمة، ولعل أهمهما اثنتان:
١- لا يرِد أو يعرض النقص على الدين بعد تصريح القرآن بتمامه وكماله.
٢- ينبغي الرد على الإشكالات الواردة على الإسلام وخصوصًا من جهة العقيدة بما يُخرج المؤمن بضرورة وجود خالقٍ لهذا الوجود من الإجمال في إيمانه إلى التفصيل والدقة.

يبين المصنّف بعد ذلك في عرضٍ موجزٍ أسباب عقد هذا البحث.

* المبحث الأول: معاقد المشكلة:

في بداية المبحث يبين المصنف طريق التفكير ومُنطلقه للكشف عن المجهولات، ثم يتعرّض لبعض الإشكالات التي قد نواجهها في البحوث الإلهية العليا:
١- مشكلة الإجابة عن طريق الانحباس في القياس والمقارنة على عالم الإمكان.
٢- مشكلة تمحور الإنسان حول ذاته.
٣- مشكلة ضيق العبارة.
٤- مشكلة تكرار ما قيل على اعتبار أن هذا التكرار علمٌ واحترامٌ للعلم والعلماء، وكذلك المناقشات حيث إنها محصورةٌ في دوائر ضيقةٍ قد تتسم بالعمق، ولكن ليس بالسعة.

بيّن المصنف بين طيات المبحث بيانًا عامًا لخارطة الارتباطات الوجودية الممكنة من خلال قصة النبي موسى (ع) والعبد الصالح (ع). كما ذكر ثلاث تأسيساتٍ يفتقر لها البحث في المسائل الإلهية العليا، ثم بنى عليها بالحكم بخطأ أي نتيجةٍ تساوي أو تشابه بين الخالق والمخلوق بأي شكلٍ من الأشكال.

* المبحث الثاني: أطراف التصور والتصديق:

- إشارة إلى التعريف والبناء الاحتجاجي كونهما أمرين ضروريين لأي بحثٍ موضوعي.
- بيان الاختلاف في تصور الخالق وتصور المخلوق.

* المبحث الثالث: دعوى البحث:

يقول المصنف أن العقل البشري لا يتمكن من استيعاب أي حالةٍ خارج إطاري الزمان والمكان، ومنه جاءت معضلة فهم الخطاب الإلهي فهمًا توحيديًا كما تقتضيه العقيدة المستقيمة الصحيحة. ومثل بحديث الله تعالى مع الملائكة وآدم (ع)، وبحديثٍ آخر حول استجابة الدعاء.

في طيات المبحث ذكر التفاتةً حول فهم من سأل الإمام (ع) -عن مشيئة الله- دون حاجة للإعادة والاستيضاح منه (ع).

تحت عنوان ما نذهب إليه قال:
- بعبثية القول بالحلول والاتحاد لعدم المجانسة.
- بقيام الوجود الممكن على قوانينَ تكوينيةٍ دقيقةٍ يعجز العقل البشري عن استيعابها.
- باستيعاب القوانين كل احتمالات الاختيار والحركة مطلقًا.
- أن خارطة الوجود -التي بينها- هي ظرف الفعل.
- أن الفاعل -وهو الإنسان هنا- هو الذي يختار.
- بتقاطع ما يضمره الفرد مع غيره من المخلوقات بشكلٍ معقد، والخلق الفعلي العملي الغالب في هذا الصراع هو لصاحب النية الصادقة فردًا وجماعة.

* المبحث الرابع: طريق النظر:

وأعرض المبحث في نقاط:
- بيان الحاجة إلى نفي التعارض المنهجي في الاستدلالات العقائدية بين العقل والنقل.
- التأكيد على ضرورة الرجوع للعترة الطاهرة في كل أمر.
- تبيين أساسٍ أصيلٍ أطلق عليه المصنف اسم (القاهرية العظمى) للخالق.
- إيضاح القوة الإيجادية للحرف والكلمة تحت عنوان مستند البحث.
- يذهب المصنف إلى أن أمر الله جلّ وعلا هو ما يُجسده القدر والقضاء، بعد أن أكّد مسبقًا على أن الفعل منه تعالى لا يمكن أن يكون مظروفا.
- بيان القدر والقضاء ومحل الاجتماع المعنوي بينهما.

* المبحث الخامس: صراع الصدق:

- يبين المصنف المراد من الصدق في عنوان المبحث، وهو الصدق في القناعات سواء كانت مستقيمةً أو معوجة، ولا يقصد به صدق الإنسان مع نفسه الذي يُرجعه لفطرته السليمة.
- يفسر انتصار أهل الدنيا على أهل الإيمان في الدنيا -في الجملة- لصدقهم مع قناعاتهم بخلاف المؤمنين بالآخرة.

* تعليقي:

استمتعت كثيرًا بقراءة هذا البحث المتميز، فمداد المؤلف مع تميزه المعهود إلا أنه مع ذلك زاد تألقًا وتميزًا في هذا البحث، ولا أخفي مدى الارتياح والاستقرار الذي خلقه في نفسي. وكعادته -أيضًا- يُدعّم المصنف آراءه ومدعياته بالفهم المتميز للمنقول وبالأدلة والبراهين الرصينة، وهو ممّا يساعد دون شكٍّ على مناقشته وعلى الأخذ والرد باحترامٍ وعلميةٍ وموضوعية.

١٩ ربيع الأول ١٤٤٠هـ
٢٧ نوفمبر ٢٠١٨م

تعليقات

  1. أحسنتم كثيرًا سماحة الشيخ، تفضلتم..

    ردحذف
  2. لله تعالى الحمد والمنة ولكم جزيل الشكر على ما تقدمون وما تبذلون في سبيل نصرة الحق والدين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون