من هنا وهناك (٩) كفرٌ ببعض الدين
من هنا وهناك (٩) كفرٌ ببعض الدين
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)[النساء/١٥٠].
وإن كان الكلام في الآية عن الذين كفروا وعن إيمانهم ببعضٍ وكفرهم ببعض، إلا أننا نستطيع أن نشيرَ لوجود هذه الحالة بيننا، وليس على مستوى الفعل فقط، بل هناك من بات يصرح برفضه لبعض تعاليم الإسلام، حتى الضرورية الثابتة منها..
الإسلام جاء كأطروحةٍ كاملةٍ تامةٍ تغطي جميع جوانب الحياة عقَديًا وفكريًا وأخلاقيًا وفقهيا، فلم يترك شيئًا يحتاجه الإنسان إلا وقد تعرض له، لذلك لا توجد جنبةٌ ناقصةٌ غفل عنها، ولا يمكن الإشكال عليه من هذه الجهة، فإن لم يصرح ببعض الأمور نصًّا فإن الأصول موجودةٌ والتفريع عليها ممكنٌ كما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام.
هذه الأطروحة الكاملة ينبغي الالتزام بكل ما جاء فيها، والكفر بأي أمرٍ كبيرٍ أو صغيرٍ منها له تبعاته، وهو ما نعانيه اليوم مع الكثير ممّن يرفضون بعض أوامر الشريعة صراحة، قولًا وفعلا، تحت مظلةِ مبرراتٍ ضعيفةٍ واهية، وأُمثِّل لذلك بالحجاب للمرأة، وفريضة الخمس التي باتت أعدادٌ ليست بالقليلة ترفضها ولا تعتبرها من تشريعات السماء، بينما هي من فروع الدين العشرة كما هو معلوم.
محمود سهلان
٣٠ أكتوبر ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق