الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السادس والأربعون

 


تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:

 

المقال السادس والأربعون:

 

إنَّ أول من تعرَّض لعِدد الشيخ الكليني (قدِّس سره) بحسب تتبعنا القاصر هو العلَّامة الحلي (قدِّس سره) في فوائد الخلاصة، وقال أنه وجد أسماء العِدد في كتابٍ للشيخ الكليني، وذلك كان بين القرنين السابع والثامن الهجري، أي ما يقرب من أربعة قرونٍ بعد رحيل الشيخ الكليني، فينقدح بطبيعة الحال سؤالٌ في أذهاننا، وهو: لماذا لم يتساءل أحدٌ قبل العلَّامة (رحمه الله) عن العِدَّة؟

الجواب: أُثيرَ هذا الأمر في زمن العلَّامة لطريقته وطريقة أستاذه ابن طاووس (رحمهما الله) في التعامل مع الأسناد، فللعلوم مقتضياتٌ، ومنها تبلور البحث السندي في زمنهما، فتساءلوا عن كيفية التعاطي مع عِدد الشيخ الكليني.

 

ملاحظة:

تميَّز المتقدمون من العلماء بأمرٍ في غاية الأهمية، وهو خلو كتبهم من الحشو، حتى إن المطالب البلاغية والأدبية لا تجدها ظاهرةً في البحوث العلمية، وإن كنت لتراها ففي ما يناسبها من تصنيفاتٍ ومؤلفات، بخلاف ما نحن عليه اليوم فكلامنا على نحو ما اعتدناه من المبالغات وزيادة البيان وما شابه.

الشيخ الكليني (رضوان الله عليه) كان عارفًا بمقام الرواية وتحمُّلها ونقلها، فيعلم بخطر المقام، ومن جاء بعده يعرف أنه إذا قال كلمةً كقوله: (رضي الله عنه)، أو قوله: (عِدَّةٌ من أصحابنا)، فهو يعنيها، وما قام بهذا الاختصار إلا لأنه يخاطب من يفهم لغته، لذلك لم يتحدَّثوا في عِدده.

إنما بَدَأَتْ هذه التدقيقات بعد تنويع الحديث، ونشأت الحاجة للتعاطي مع عِدد الكليني ومرسلات الصدوق وغيرها من الظواهر في الكتب الحديثية.

 

وهنا توجد دعوى مفادها أن أبا جعفرٍ محمَّد بن يحيى العطار موجودٌ في كل العِدد، ولو ثبت هذا ثبتت صحة كل الروايات عن العِدد لأنه ثقة، ويستدلون بقول الشيخ الكليني في الرواية الأولى: "عِدَّةٌ من أصحابنا، منهم محمَّد بن يحيى"، فقالوا بجريانها في باقي العِدد، وبالتالي لا نحتاج حتى لكلام العلَّامة الحلي في ذكر المراد من العدَّة.

 

العدة الأولى: عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي:

أبو جعفرٍ محمَّد بن يحيى العطار القمِّي: ثقة.

علي بن موسى بن جعفر الكمنداني: أو الكُمَيذاني، وهو مجهول.

أبو سليمان داود بن كورة القمي: مجهول.

أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي: ثقة، فقيه في أصحابنا، كثير الحديث.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون