الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثامن والأربعون
تقريراتٌ مختصرةٌ
لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول
المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال الثامن والأربعون:
فوائد رجاليةٌ
ودرائيةٌ من عِدَد الشيخ الكليني:
١/ أغلب من روى
عنهم سهل بن زياد هم من الثقات أو المجهولين، ونسبة الضعاف ممَّن روى عنهم منخفضة،
وكذلك حال البرقي.
٢/ البحث في
الرواة يمكن أن يوقفنا على بعض ملامح شبكةٍ للرواة من خلال النظر في الفئات التي
يروي عنها كلُّ واحدٍ من الرجال محل النظر ]أحمد بن محمَّد بن
عيسى - سهل بن زياد - أحمد بن محمَّد بن خالد البرقي[.
٣/ قد نتمكن من
اكتشاف بعض مناهج الرواة من خلال النظر فيمن يروون عنهم، بالإضافة إلى ما هو مذكورٌ
في كتب الرجال.
٤/ وبالنظر فيمن
رووا عنهم قد نقف على أن بعضهم لا يروون إلا عن الثقات، فنقف على منهجهم في نقل
الرواية، ولكنَّ الواقع أن من يروون عنهم عبارةٌ عن خليطٍ من الثقات والضِّعاف
والمجاهيل، حتى أحمد بن محمَّد بن عيسى روى عن الضِّعاف، فنقف أمام احتمالاتٍ
متعددة، وبالتالي نبحث في قولهم أنه لا يروي عن الضِّعاف، ويكون مثل هذا مفتاحًا
للبحث، وهل كان الراوي ينظر في ضعف الراوي أم في ضعف المتن؟
٥/ كلُّ علمائنا
الكبار المتقدمين رووا عن الضِّعاف، فماذا نستفيد من هذا؟ ومن أين جئنا بأن السند
لا بدَّ أن يكون صحيحا؟ وأين نجد لها واقعًا في غير البخاري ومسلم؟
٦/ العالم من
أصحابنا الذي كان يروي رواياتٍ صحيحةٍ هو الشيخ النجاشي (رضوان الله عليه)، وذلك
لأنه كتب كتاب الرجال، وأنه لم ترِدْهُ الروايات ثمَّ حقَّقها، بل كان يسعى بنفسه
ويسأل عن مصدر الرواية، وهذا العامل الذي جعله هكذا، ومع ذلك نُوقِشت نقولات الشيخ
النجاشي من جهة كونها حسيةً أو حدسيةً أو غير ذلك.
٧/ البحث الثبوتي مهمٌّ جدًّا لوضع الموازين، وضبط البحث الثبوتي في جميع المسائل مهم، لكن إذا كان من أجل البحث الإثباتي فقط فهو غير صحيحٍ ولا يصحِّح سلوك الباحث، أمَّا إذا كان من أجل أن يكون عندك أسلوب تفكيرٍ وحياة، فهو حينها يساعدك على إرجاع الفروع إلى أصولها، حتى في أبسط الأمور. والبحث الثبوتي يعتمد على تصورِّك للمسألة لا أن يرتكز تصوُّرك على فهم غيرك لها حتى لو كان عالما، ويكون الإطار هو الثبوت، وكلمات العلماء بمثابة المُرشِد والموجِّه.
تعليقات
إرسال تعليق