الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث والأربعون
تقريراتٌ مختصرةٌ
لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول
المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال الثالث والأربعون:
فيما يلي ذكر أحوال
بعض رجال الروايات الواردة في الكتاب مختصرا، مع بعض اللفتات الرجالية والدرائية:
أبوب الكلِّيات المتعلِّقة
بأصول الدين وما يناسبها - الباب الثاني:
الرواية الأولى:
محمَّد بن يحيى
العطَّار: أبو جعفر من مشايخ الكليني، وهو ثقة، عين، وجهٌ من وجوه
الشيعة.
أحمد بن محمَّد: مشترك، وورد هذا
الاسم فيما يزيد على سبعة آلاف رواية، وهو في هذه الرواية أحمد بن محمَّد بن عيسى
الأشعري القمِّي، والدليل روايته عن الحسن بن محبوب، وهو ثقة.
الحسن بن محبوب: ثقة.
العلاء بن رزين: من الذين التزموا
محمَّد بن مسلم، وكان من تلامذته، وهو ثقة، وفقيهٌ أخذ فقاهته من أستاذه محمَّد بن
مسلم، وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام).
محمَّد بن مسلم: ثقة، من أجل
الأصحاب.
قال الكليني
(رضوان الله عليه): (حدَّثني)، ويوجد فرقٌ بين قول صاحب المجمع الحديثي (حدَّثني)
وقوله (أخبرني)، فنستفيد من الأول أنه التقى بمن روى عنه، أما الثانية فهي إجازةٌ
مكتوبةٌ في الرواية دون لقاءٍ بينهما، وتكون عادةً بشفاعة رجلٍ آخر.
الرواية الثانية:
محمَّد بن الحسن: مشتركٌ بين
كثيرين.
سهل بن زياد: قيل فيه أنه ضعيف،
ومغالٍ، وكذَّاب، وغير ذلك من الأوصاف، وهو ممَّن طردهم أحمد بن محمَّد بن عيسى من
قم، بل قال السيد الخوئي (رحمه الله) ضَعْفه شيءٌ لا نتوقَّف فيه. ولكن مع مراجعة
أسباب هذه الأوصاف نجدها لا تصمد علميا، بل بحسب النظر الشخصي الذي يتبناه الباحث،
قد تكون بعض هذه الروايات التي وصفوه على إثرها بما وصفوه مقوِّية له لا مضعِّفة
لكونه ممَّن اختصَّه أهل البيت (عليهم السلام) برواياتٍ خاصَّةٍ كغيرها من خاصَّة
الأصحاب، وقد يقول غيره أن الرواة متساوون وتخصيص الراوي بشيءٍ يحتاج إلى دليلٍ أو
قرينةٍ على اختصاصه، وهذا الأمر يحتاج إلى تحقيق.
تنبيه:
إن من يشتغل
بالرجال تحقيقًا وتدقيقا، لا يملك وقتًا للخروج للنزهة، فإن وقته لا يكفيه لمباشرة
عمله، فهو عملٌ جبارٌ يحتاج إلى جهودٍ كبيرة، وذهنيةٍ نبيهة، وذهنياتٍ صافية، فما
قام به المحقِّقون في الرجال من أمثال السيد الخوئي والأردبيلي (رضوان الله
عليهما) عملٌ عظيمٌ جدا، ولا يسع المنصف إلا أن يشكر الله تعالى أن قيَّض للدين
أمثال هؤلاء لحمايته، فهذه الأعمال التي قاموا بها دون الأجهزة الحديثة كلها من
أجل أن يوفِّروا لنا هذه المادة الجاهزة، ينبغي أن نشكرها ولا نُنكر هذه الجهود
ونستصغرها.
ابن أبي نجران: هو عبد الله، ثقة.
العلاء بن رزين: مرَّ الكلام فيه،
ولكن نلاحظ أن الرواية المنقولة هنا في الفصول المهمَّة سقط منها محمَّد بن مسلم،
ولكنه لا يضر بالسند، فالافتراق بين الروايتين هو في العلاء بن رزين، أي فيمن روى
عنه. ونحتمل هنا احتمالين: فإما أن تكون روايةً أخرى، وإما أن تكون روايةً واحدةً
بسندين مختلفين، فنحتاج للتحقيق في ذلك، خصوصًا في جانب التحمُّل والأداء، ويحتمل
أيضًا أن يكون الخلل من النُّسَّاخ، مع ملاحظة أننا لا نحتاج للترجيح دائما. مع
ذلك فالعلاء بن رزين قد نقل الرواية عن محمَّد بن مسلم في الكافي ولم يسقط من
الرواية، فالخلل كما يبدو في نقل الشيخ الحرِّ العاملي.
ملاحظة:
يبدو أن الشيخ
الحرَّ العاملي (رحمه الله) إذا قال: (نحوه) فهو يقصد القرب من معناه، وإذا قال:
(مثله) فهو يقصد نفس النص تماما، وهي مسألةٌ نحتاج لتتبعها.
تنبيه:
الأخطاء عند الشيخ
الحرِّ العاملي (رضوان الله عليه) في كتبه ليست قليلةً في الأسناد والمتون، حتى
قال فيه المحقِّق البحراني أنه كثير التحبير وقليل التدقيق، لكن هذا لا يعني ضعفه
في التدقيق والتحقيق، لأن المتتبِّع لمؤلفاته يشعر وكأن الشيخ الحرَّ كان في سباقٍ
مع الزمن، وأن الدين في خطر، وأن مشاريعه إن لم يقم بها قد لا يتصدى أحدٌ غيره
لأدائها، وبالتالي لم يكن يملك الوقت الكافي لأداء كل هذه الأعمال مع التحقيق
والتدقيق فيها، فإن الشيخ الحرَّ عظيم التدقيق بخلاف ما قيل فيه.
قضيةٌ كبرى لا بد
من الانتباه إليه جيدا:
عندما نبحث ونتتبَّع
مسألةً ما، فلا بد أن ننظر في أقوال الأكابر فيها، فإن كلامهم لا يُتجاوز من غير
تدقيقٍ وتحقيق، حتى وإن كانت عندنا بعض القرائن على خلاف كلامهم، لا بد أن نسعى في
التدقيق حتى يتحقَّق لنا الاطمئنان.
تعليقات
إرسال تعليق