الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الرابع والأربعون
تقريراتٌ مختصرةٌ
لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول
المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال الرابع والأربعون:
تنبيهات:
الأول: لا يصح من طالب
العلم ترك دراسة أيِّ علمٍ يحتاجه بسبب عدم الإقبال عليه، فإن كان عدم الإقبال على
مادةٍ ما لإشكالٍ مع العلم، ولم نتمكن من إيجاد حلٍّ فعلى الطالب ترك السلك
الحوزوي بأكمله، أو أن يجد له حوزةً لا تدرِّس هذا العلم، لأن حضورك دون إقبالٍ
يؤدي لتقدم الركب عليك فتبقى متخلفًا عنه، فتضطر في المستقبل للمناقشة وإبداء
الرأي في هذا العلم رغم أنك لا تتقنه، وهي مشكلةٌ عظيمة، تؤدي للإفساد، وهي مسألةٌ
راجعةٌ للنظام العام، في النهاية لا يمكن أن أقطع أن ما أنا عليه هو الحق وهو
الصحيح، وبالتالي قد أكتشف خطئي أو تتغير آرائي في المستقبل، وما دمت متخلفًا عن
الركب في بعض المواد المهمة في هذا السلك، تتعقد المسألة حينها فلا يمكن الرجوع
وتأخذ الإنسان العزة، أما لو كنت قد درست هذا العلم فلا إشكال حينها.
وبالتالي ينبغي
لطالب العلم إتقان مجموعةٍ من العلوم في عَرْض بعضها، وإن تفوَّق في واحدٍ على
غيره، وسيصل إلى نقطةٍ تختصر عليه الوقت بعد ضبطه للعديد من العلوم، بخلاف ما لو
أغرق في علمٍ ما وترك العلوم الأخرى، فإنه قد يتعرَّض لضياع الوقت في حال توجهه للبحث
في مسألةٍ ما مع فقدانه لبعض العلوم التي يحتاجها.
الثاني: فوائد في
علم الرجال:
أولًا: نحن قطعًا
لا نرى السند معيارًا لقبول الرواية، وإنما نعتبره قرينةً فقط، أما نظرنا في كلِّ
الرواة لأننا نحتاج للناقل، فلو كان الراوي المباشر عن الإمام صادقا، فهو لا يكفي،
لاحتمال أن يكذب عليه من روى عنه، لذلك نحتاج أن ننظر في كلِّ رجال السند، وهذه
المسألة راجعةٌ لدقةٍ فلسفيةٍ يأتي الكلام عليها، ولبُّها أن المتن مظروفٌ يحتاج
لظرفٍ كي يكون موجودا.
ثانيًا: قليلًا ما
تتحدث كتب الرجال في أحوال الرجال، فالأغلب الأعم لا نعلم بأحوالهم، إلا ما وردت
فيهم نصوصٌ عن أهل البيت (عليهم السلام)، وبالتالي نحتاج لمراجعة رواياتهم بعد
النظر في كتب الرجال للتعرف على أحوالهم بشكلٍ أفضل، فالنظر في رواياتهم يعطينا
بعض القرائن عن أحوالهم، وبالنتيجة نحن لا نحكم على الرواية من كتب الرجال وفقط،
بل نحن نستفيد منها في أحد مقامات البحث لا أكثر، مع تأكيدنا على أن النظر في
الأسناد يوقفنا على الكثير من الحقائق، واحدةٌ منها هي بعض موارد التقية.
الثالث: عندما أكون في مورد البحث والتأليف، لا بدَّ أن أكون بعيدًا عن الضغوط وردود الأفعال، وإلا سيكون ما أنتهي إليه متأثرًا كثيرًا بهذه الضغوط. ومما وقع تحته علماؤنا بشكلٍ كبيرٍ الاتهامات من الفِرق الأخرى، فشكَّلت ضغطًا كبيرًا علينا، والحال أن المخالفين كانوا في حال ارتياحٍ تامٍّ حال كتابة علومهم ومؤلفاتهم، بينما كان علماؤنا تحت ضغوطٍ وتهديداتٍ مختلفة، فكان أثر ذلك واضحًا في بعض مؤلفات علمائنا وهو أمرٌ طبيعيٌّ بالنظر للظروف المحيطة بهم، ومن ذلك تكثَّر الاتهام بالغلو لبعض الرجال للوقوع تحت ضغوطات واتهامات المخالفين.
تعليقات
إرسال تعليق