المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الرابع والخمسون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الرابع والخمسون:   بيان المفاهيم التشكيكية: الأسماء موضوعة، ولفظ النور -مثلًا- وُضِع لهذا المظهر وما اشتد منه، الذي يصح أن نسميه نورا، من هنا تتضح أهمية دراسة المبادئ التصورية والتصديقية، فارتفاع شيئين -مثلًا- عن سطح الأرض نسميه طولًا وإن تفاوت طولهما، وما قلنا بالطول والقِصَر إلا بعد المقارنة بينهما، والطويل نفسه يتضمن القِصر، ولذلك يصح أن تقول (طوله كذا أو قصره كذا)، والمفاهيم التشكيكية كلها بهذه الشاكلة، فهي بين ضعف الضد واشتداد ما يقابله، وعندما وضعنا الألفاظ للأشياء في أدنى مستوى لها، فلا يصح أن نقول للشيء أنه أبيض وفي نفس الوقت هو أسود، لأن اللفظ وُضِع لهذا اللون، ولكن على نحو الحقيقة هذا الأبيض يتضمن ضده بدرجةٍ ضعيفة.   تنبيه: من المشاكل التي نواجهها عند دراسة العلوم أننا لا ندرس مبادئها، ومنها ما ندرسه في المنطق في درس المفاهيم، وأنها مشكِّكة ومتواطئة، ولكن الاكتفاء بالتعريف لا يكفي، ونحتاج للتعرَّف على نشوء ه

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث والخمسون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثالث والخمسون:   الحديثان التاسع والعشرون والثالث والأربعون من الباب الثاني عشر: ] ٧٠ [ الرواية التاسعة والعشرون: وقول الباقر (عليه السلام): كان الله ولا شيء غيره نورًا لا ظلام فيه.   ماذا أراد (عليه السلام) من قوله: "نورا لا ظلام فيه" ؟ النور مفهومٌ مشكِّكٌ وينتفي إذا لم يوجد مقابله وهو الظلام، والمفهوم المشكِّك يختلف بدرجة انطباقه على المصاديق، والسرُّ في الكلي المشكِّك أنه يشوبه مقابله فيتفاوت، فالطول -مثلا- مدخولٌ فيه القِصر، لذلك يكون قصيرًا بالنسبة لما هو أطولٌ منه. وعندما نتحدَّث عن الله تعالى نقول: (نورٌ لا ظلام فيه)، لدفع شبهة أنه مفهومٌ مشكِّكٌ ممَّا يؤدي لكونه مشوبًا بالظلام، وهذا من أبسط البراهين وأقواها على استحالة رؤيته وتصوره.   ] ٨٤ [ الرواية الثالثة والأربعون: وقول العالم (عليه السلام) في حديث علم الله: فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشيَّة في المُنشأ قبل عينه، والإرادة في المُراد قب

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثاني والخمسون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثاني والخمسون:   س: هل وقع كلامٌ في سند نهج البلاغة؟ الجواب: الخُطب والرسائل والكلمات في نهج البلاغة مجموعةٌ من كتبٍ شتى، ولم يكن الشريف في وارد ذكر الأسناد، ولكن بعض العلماء استخرجوا ما ورد في نهج البلاغة من غيره من الكتب وأسندوه، ولكن الملاحظ أن حتى الذين تحدثوا في أسناد نهج البلاغة لم يظهروا في الساحة، وإلا فأسنادها حالها كحال الكتب الأخرى فيها الصحيح وفيها الضعيف وغير ذلك، ولكننا نعتقد أن لهذا الكتاب عنايةً من الله تعالى، وكذا الحال مع الكافي وغيره مع ما تعرضت له هذه الكتب من تحديات، وبقيت هذه الكتب شامخة، حتى أنه لا يتحدث أحدٌ مطلقًا عن نهج البلاغة من جهة صحة الأسناد وضعفها، وقد يكون ممَّا ساعد على عدم التعرض للكتاب أنه لم يكن في مجال الفقه. أما في كون الخُطب والكلمات مقتطعةٌ من سياقها، فلا إشكال فيها، لأن السيرة كانت هكذا في أغلب الكتب، فهي سيرةٌ للمحدِّثين، وليست خاصةً بنهج البلاغة أو بعض الكتب.   تتمة الرواي

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الحادي والخمسون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الحادي والخمسون:   ] 63 [ الرواية الثانية والعشرون: وعن هشام بن الحكم، قال: سأل الزِّنديقُ أبا عبد الله (عليه السلام)، فقال: من أيِّ شيءٍ خلق الله الأشياء؟ فقال: لا من شيء، فقال: كيف يجيء من لا شيء شيء؟ فقال: إنَّ الأشياء لا تخلو أنْ تكون خُلِقت من شيءٍ أو من غير شيء، فإنْ كان خُلِقت من شيءٍ كان معه، فإنَّ ذلك الشيء قديم، والقديم لا يكون حدثًا ولا يفنى ولا يتغيَّر، ولا يخلو ذلك الشيء من أنْ يكونَ جوهرًا واحدًا ولونًا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروبٍ شتى؟ ومن أين جاء الموت إنْ كان الشيء الذي أُنشِئت منه الأشياء حيا؟ ومن أين جاءت الحياة إنْ كان ذلك الشيء ميتا؟ ولا يجوز أنْ يكونَ من حيٍّ وميتٍ قديمين لم يزالا، لأن الحي لا يجيء منه ميتٌ وهو لم يزلْ حيا، ولا يجوز أيضًا أنْ يكون الميت قديمًا فيما لم يزل بما نسبوا من الموت لأن الميت لا قدرة له فلا بقاء. قال: فمن أين قالوا:

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخمسون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الخمسون:   ] ٦١ [ الرواية العشرون: وروى الطبرسي في كتاب الاحتجاج، قال: سُئِل أبو الحسن العسكري (عليه السلام) عن التوحيد؟ فقال: لم يزلِ الله وحدَهُ لا شيء معه ثم خَلَقَ الأشياء، الحديث.   أجاب الإمام بما لازمه الإقرار بقول (لا إله إلا الله)، وهي مرحلةٌ سابقةٌ على الإقرار، والإقرار يأتي متأخرًا عن مرحلة الجواب. أما التوحيد فهو أصل الوجود أو فقل مبدأ الوجود، وهذا المورد ممَّا نعاني فيه مع الألفاظ وضيق العبارة، وبسبب وفاء اللفظ أو عدم وفائه بالمعنى المراد تنشأ الكثير من المناقشات. حقيقة التوحيد أن أعرف أنه كان ولا شيء معه، وهذا التوحيد له لوازم ومترتباتٌ بعد المعرفة. ثم الذي خلقه يحتمل أن يكون دونه من كل الجهات، أو أن يكون دونه من بعض الجهات، وبعضها يكون أقوى من الخالق، كما لو خلق إنسانٌ نارًا فحرقته، لأنها أقوى من مقاومته لها، لذلك نحتاج بعد إثبات التوحيد بالأزل إلى إثبات الديمومة والسرمدية، فإذا أثبتناها صار لا شيء م

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال التاسع والأربعون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال التاسع والأربعون:   أبواب الكلِّيات المتعلِّقة بأصول الدين وما يناسبها - ب ١٢ - أن كل ما سوى الله سبحانه فهو مخلوق حادث مسبوق بالعدم: [٥٩] الرواية الثامنة عشر: عن الدقَّاق، عن محمَّد بن يعقوب، رفعه، قال: سأل ابن أبي العوجاء أبا عبد الله (عليه السلام)، فقال: ما الدليل على حَدَثِ الأجسام؟ فقال: إني ما وجدت شيئًا صغيرًا ولا كبيرا، إلا إذا ضُمَّ إليه غيره صار أكبر وفي ذلك زوالٌ وانتقالٌ عن الحالة الأولى، ولو كان قديمًا ما زال ولا حال، لأن الذي يزول ويحول يجوز أن يُوجدَ ويَبطلَ، فيكونَ بوجوده بعد عدمه دخولٌ في الحدث، وفي كونه في الأزل دخولٌ في القِدم، ولن يجتمع صفة الأزل والحدث في شيءٍ واحد. قال (عليه السلام): "إني ما وجدت شيئًا ... أكبر" ، وهذا استدلالٌ حِسِّي، انتقل بعده فقال: "وفي ذلك زوال ... الأولى" ، وهو الحدوث. قال (عليه السلام): "ولو كان قديما ما زال ... ويبطل" ، ومسألة الحجم منتزعة، ف

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثامن والأربعون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثامن والأربعون:   فوائد رجاليةٌ ودرائيةٌ من عِدَد الشيخ الكليني: ١/ أغلب من روى عنهم سهل بن زياد هم من الثقات أو المجهولين، ونسبة الضعاف ممَّن روى عنهم منخفضة، وكذلك حال البرقي. ٢/ البحث في الرواة يمكن أن يوقفنا على بعض ملامح شبكةٍ للرواة من خلال النظر في الفئات التي يروي عنها كلُّ واحدٍ من الرجال محل النظر ] أحمد بن محمَّد بن عيسى - سهل بن زياد - أحمد بن محمَّد بن خالد البرقي [ . ٣/ قد نتمكن من اكتشاف بعض مناهج الرواة من خلال النظر فيمن يروون عنهم، بالإضافة إلى ما هو مذكورٌ في كتب الرجال. ٤/ وبالنظر فيمن رووا عنهم قد نقف على أن بعضهم لا يروون إلا عن الثقات، فنقف على منهجهم في نقل الرواية، ولكنَّ الواقع أن من يروون عنهم عبارةٌ عن خليطٍ من الثقات والضِّعاف والمجاهيل، حتى أحمد بن محمَّد بن عيسى روى عن الضِّعاف، فنقف أمام احتمالاتٍ متعددة، وبالتالي نبحث في قولهم أنه لا يروي عن الضِّعاف، ويكون مثل هذا مفتاحًا للبحث، وهل ك