من هنا وهناك (٥١) الصعوباتُ من سُننِ الحياة

من هنا وهناك (٥١) الصعوباتُ من سُننِ الحياة


قد يشتكي بعضنا شدةَ الصعوبات التي يواجهها في حياته، فهذا لا يجد وظيفةً تناسبه ولا ينجح في تجارته، وذاك يضطر أن يستأجر شقةً للسكنى، وآخر يعاني بعض الصعوبات في دراسته، وهكذا كل فردٍ يواجه بعض الصعوبات والشدائد في حياته.

بعض الناس يتحدثون وكأنهم فقط دون غيرهم يواجهون مثل هذه الصعوبات، وأنهم فقط لا حظَّ لهم ولا نصيب، لكنهم ربما أغفلوا أنه حال الدنيا، فليست هي دارٌ للراحة والرخاء، بل هي دارٌ للعمل والتعب والابتلاء، ولعل أكثر من يتعرض فيها للبلاء هو المؤمن، لذلك عُبِّر عنها في الروايات بأنها سجن المؤمن.

إذا كان هذا هو حال هذه الحياة فما الغرابة في أن يواجه أحدنا بعض المصاعب فيها؟ أجل لا بدَّ للإنسان أن يعيَ أنه كغيره سيواجه الكثير من الصعوبات، وسيكون مطالبًا بتخطي الكثير من العقبات، ولعلها تزداد كلما كبرت أهدافه وغاياته، وعلى ذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يندبَ حظه ويبقى بلا حراكٍ وكأنه الوحيد الذي تعرض لهذه الصعوبات الشديدة.

ربما يتعرض المؤمن لعقباتٍ وابتلاءاتٍ أكثرَ من غيره، فهو يتحدى الشيطان، وهدفه أكبر الأهداف، لذلك من الطبيعي أن يواجه الاختبارات العديدة والشديدة، وفيها طريق نجاته وبلوغ أهدافه، وهدفه الأسمى وهو نيل رضا الله سبحانه وتعالى.

محمود سهلان
١١ رجب ١٤٤٠هـ
١٨ مارس ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون