من هنا وهناك (٤٤) اتِّباعُ خطواتِ الشيطان

من هنا وهناك (٤٤) اتِّباعُ خطواتِ الشيطان


قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ …)[النور:٢١].

ممّا يتَّبعه الشيطان من خططٍ تدرّجه في الخطوات نحو الغواية بشكلٍ غير ظاهر، فيجعل الإنسان يتدرَّج بنفسه خطوةً خطوةً نحو المعصية، بل ونحو الكبائر من المعاصي، فيزين له السيئات والعثرات، أو يأتيه من طُرقِ الطاعة والعبادة أحيانا، وله طرقٌ أخرى.

النفس الإنسانية سريعةُ الغفلة كما يبدو، ولعله من أسباب تكرار التذكير في القرآن الكريم والدعوة إليه، كما أنها تستصغر بعض الأمور، خصوصًا عندما تكون موافقةً لهواها ورغباتها، فلا تترفَّع عن فعل ما تهواه، لذلك نجد الشيطان يأتينا كثيرًا ونحن نعيش هاتين الحالتين مجتمعتين، فيجعلك في غفلةٍ أو يستثمر غفلتك فيبدأ عمله، وهو في ذات الوقت يأتيك من جهة رغباتك وهواك، وإن احتاج لأكثر من ذلك جاء من طريقٍ بدايتُه لا مخالفة فيه لكنه يساعده على انطلاقه في تدرّجه في الخطوات نحو المعصية.

بسمه تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)[الأعراف/١٦].

هكذا يتوعَّد الشيطان خلق الله، فهو قاعدٌ ومستعدٌ ومستنفرٌ لإضلال الإنسان على نفس الصراط، فلا يظنَّنَ أحدٌ أنه بمنأً عن حبائله -لعنه الله- ومخططاته الشريرة، مخلوقٌ هذا حاله لا ينبغي لنا أن نغفلَ عنه وعن قدراته، وأن لا نتَّبع خطواته، فما أكثر من بدأ بابتسامةٍ وانتهى بـ… والعياذ بالله..

محمود سهلان
٢٣ جمادى الآخرة ١٤٤٠ هـ
٢ مارس ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون