الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخامس
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيد محمد السيد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال الخامس:
[٧] الرواية السابعة: وعن محمد بن موسى بن المتوكِّل، عن علي بن الحسين السَّعدَ آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمَّن ذكرَهَ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما خلق الله شيئًا أبغضَ إليه من الأحمق لأنه سلبَهَ أحبَّ الأشياء إليه وهو عقلُه.
القواعد الكلَّيَّة المستفادة من الرواية:
الأولى: أبغضُ خلق الله إليه هو الأحمق. وأفدناه من الحصر بالاستثناء بعد النفي.
والأحمق هو من يضع الشيء في غير محلَّه، سواء كان لعدم الحكمة أو للغضب أو الجهل أو غير ذلك، فإنَّ الحُمق فردٌ واحدٌ يقابل عدَّةَ أفراد، ولا يقابل الحكمة حصرًا. وقد ورد فيه أنَّ موته خيرٌ من حياته، وهو أمرٌ يندُر وروده في أحدٍ عنهُم صلوات الله وسلامه عليهم.
الثانية: بِسلب الشيء يُوجَد مقابِلُه.
تنبيهٌ: إنَّ الشيطان لا يحارب الإنسان دائمًا بشكلٍ مباشرٍ في عباداته وطاعاته، فقد يحاربه ويحارب إيجابيَّاته من خلال تقوية سلبياته، ولذلك فإنَّ من الأساليب لمواجهة السلبيات عندنا تقوية الإيجابيات فتنحسِرُ السلبيات شيئًا فشيئًا.
الثالثة: الله تعالى هو الذي يسلب الإنسان عقلَه كما كان هو المعطي.
توجيهٌ: اقرأوا أدعية وأعمال أيام الأسبوع وباقي الأدعية الواردة عنهم (عليهم السلام) في كتاب مصباح المتهجد وأمثاله من الكتب التي لم تُبنَ على قاعدة التسامح في أدلَّة السنن، وستجدون اختلافًا بين النوعين من الكتب بالنظر لما هو واردٌ فيها، وستجدون أنَّ الأوَّل له سمةٌ واحدةٌ وهي إرجاع كلِّ شيءٍ لله، فتجد نفسك لا تساوي شيئًا.
تعليقات
إرسال تعليق