بريدي الإلكتروني (٧) عين ما صلَّت على النبي!!



بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

سقط ابني أمام باب المنزل وكُسرت يده، فعلمت عمَّتي (والدة زوجتي) بذلك، فجاءت مسرعةً من منزلها القريب من منزلنا، وطلبت بيضةً وإناء ماء، قرأت بعض الآيات على إناء الماء، وبدأت بصبِّه بالمكان ومحيطه شيئًا فشيئا، ورَشَحت وجهه بما تبقَّى منه، ثم قامت بكسر البيضة بمكان سقوطه -أمام باب المنزل- وارتاح قلبها، فقالت: "عين ما صلَّت على النبي"..

 

اشتريت سيارةً جديدةً لزوجتي، وبما أنَّ عمتي على علمٍ بذلك طلبت أنْ نأتيَ بالسيارة إلى منزلها قبل أنْ نذهب لمسكننا، وما إنْ أوقفتها بجانب منزلها حتى جاءت بالشبِّ ودارت حول السيارة (حوطتها) وهي تتعوذ من الشيطان وتقرأ المعوذتين وبعض الآيات، ثم وضعت بيضةً تحت كلِّ إطارٍ وطلبت مني أنْ أكسرها مارًّا من فوقها بالسيارة عند مغادرتنا، وأطعتها احترامًا لها فأنا لا أؤمن بما فَعلتْ بالبيض.. وبما أنَّها قد لاحظت أنَّني تنهَّدت مرارًا وعلامات عدم الرضا باديةٌ على وجهي فقد شَرعتْ بكلماتٍ معهودةٍ لا زالت تكرِّرها: "الشيخ عبد الله أعلم منك، واجعل يقينك على الله يا ولدي"..

 

في مرةٍ ثالثة.. خرجت زوجتي بسيارتها الجديدة، وعند عودتها للمنزل ارتطمت بصخرةٍ بجانب الطريق لم تنتبه لها، ولله الحمد فإنَّ زوجتي لمْ تُصب بأذى، وتعرَّضت السيارة لبعض الأضرار الطفيفة، وما إنْ علمت عمتي بذلك حتى جاءت تمارس طقوسها المعتادة، وطلبت أنْ تأخذ زوجتي معها للشيخ عبد الله لينظر في الأمر، لكني رفضت ذلك بشدة، فاكتفتْ بضجرٍ بكسر بيضةٍ أمام كراج السيارة..

 

في الواقع فإنَّ هذه التصرفات تتكرر منها كثيرا، فهي لا تكفُّ عن إرجاع كل الأمور إلى العين والحسد والسحر (طبوب)، ما تسبَّب لها بخسائر كثيرةٍ كما تعلمون ممَّن هذا هو حاله، إضافةً لأمراضها الكثيرة التي أكلت بدنها قبل أوانها، وكلها بسبب ذات النظرة وتخلُّفِها عن الذهاب للمشفى في أول الأمر، حتى تضطر للذهاب متأخرةً وقد أخذ المرض منها مأخذه حينها.

 

أحاول دائمًا أنْ لا تنتقل هذه الحالة السلبية منها لزوجتي، وأعلم أنْ زوجتي تتفق معي بملاحظة الأسباب الحقيقية ومعالجتها، ولا نُغفل طبعًا دور الدعاء وقراءة القرآن الكريم، لكنَّ الله جعل للأمور أسبابًا ونحن نحاول أنْ نفهم الأسباب ونسعى لمعالجة أمورنا بالشكل الصحيح..

 

حدث بيني وبين زوجتي خلاف، لجأتْ على إثره لمنزل والديها لثلاثة أيام، ومع كونها بحالةٍ سيئةٍ آنذاك، كانت فرصةً لعمتي لتُظهِر قدراتها، فاقترحت أنْ تذهب زوجتي معها للشيخ عبد الله، ليحسب لها ويحلَّ الأمر، وكانت زوجتي على وشك الذهاب، لكنها قد هدأت مع إشراقة صباح اليوم التالي، فتراجعت عن الأمر، وأخبرت والدتها بذلك، والتي كانت تحاول إقناعها بذلك، كي تتخلَّص من المشكلة نهائيا، وكي لا يتكرر سوء الفهم الذي حدث ثم تحول لمشكلة، لكن زوجتي ثبتت على رأيها ورفضت الذهاب.. في مساء ذلك اليوم قررت زوجتي العودة إلى منزلنا، وبالطبع عادت وقد انتهت المشكلة وبقيت بضع كلماتٍ بيننا لنخرج من المشكلة بسلام، وحين قبَّلتُ رأسها شممت رائحة الشب..!!

 

للأسف فإنَّ عينًا أصابت أخت زوجتي وزوجها كما ترى عمتي، فتخاصما وكانا على مشارف الطلاق، فلم تجد مفرًّا من أنْ تعطي نفسها أملًا بالشيخ عبد الله، وبالفعل زارته مع ابنتها المحسودة التي أصابتها العين، وقد كان ذلك في المساء، ولكنَّ زوجها طلقها في صباح اليوم التالي حيث كان موعد الجلسة بالمحكمة..

 

لا أعلم ماذا أقول، لكنني أشكر الله على رجاحة عقل زوجتي وحبيبتي رقية، والتي تمكنت من رفض ذلك الإرث من أمها في حياتها، إلا أنَّني أتألم لأنَّني أظن هذا الأمر منتشرًا كثيرًا بين نسائنا، لذلك أرجو أنْ تنتبه النساء والأمهات خصوصًا لما يفعلن، والنظر للأسباب الطبيعية. أما الأمور الروحانية فهي موجودةٌ في أماكنها الصحيحة، في القرآن الكريم، وفي كلام ودعاء محمدٍ وآل محمد عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام، فلنتوجه إلى الله في كل آن، فإنَّه الكافي من كل سوء..

 

ملاحظة: أرجو أنْ لا يُفهم من القصة الرفض التام لكل هذه الأمور، فبعضها واردٌ في الروايات الشريفة، لكنَّ الفكرة التي أريد أنْ تصل لمن يقرأ هذه الكلمات أنَّ بعض هذه الأمور غير سليم، وبعضها جيد لكننا بالإضافة إليه نحتاج للأخذ بالأسباب التي جعلها الله تعالى لمعالجة أمورنا..

 

(نشرتُ هذه المقالة سابقًا عبر مدونة ارتقاء)..

 

محمود سهلان

٢٢ يناير ٢٠١٧م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون