من هنا وهناك (٧٥) ارحم مَن تنتسب إليه
يستصغر بعض الناس أهمية ارتباطه بشخصٍ أو جهةٍ أو سلكٍ ما، فتجده لا يبالي بما يجلبه لأبيه من العار، أو لمذهبه من الاستنكار، وهكذا ما يعرِّض مسلَكَه له من الهجوم والاستنقاص، مع أنَّ الأمر مما لا يَغفل عنه الإنسان بأدنى تأمل.
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديثٍ له: "فإنَّ الرجل منكم إذا وَرِع في دينه، وصَدَق الحديث، وأدَّى الأمانة، وحَسُن خُلُقه مع الناس قيل: هذا جعفريٌ فيَسرُّني ذلك ويّدخُل عليَّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دَخَل عليَّ بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر".
انظر في هذه الرواية قليلا، ثم تأمل في أعمالك من أيِّ نوعٍ هي، هل هي مما يُدخل السرور على قلب الإمام؟ أم تكون ممن يَدخُل بلاؤه وعاره عليه؟
لا تستهينوا أبدًا بأثر أعمالكم على من تنتسبون لهم، سواء كان الشخص بسيطًا أو كان في عظمة الإمام، وسواء كانت تلك الجهة مؤسسةً صغيرةً أو كانت عظيمةً ضخمة، وإن كان عِظم الشخص أو الجهة يزيد الطين بلة.
على كل مؤمنٍ على وجه هذه الأرض أن يسعى في إدخال السرور على قلب سرِّ وجود هذا الكون، على قلب حجَّة الله في خلقه، وأنْ يتجنَّب إيذاءه ولو بأبسط الأمور.
ماذا لو جعل المؤمن نصبَ عينيه ثنائية سرور وأذى الإمام -بصدق- قبل كل عمل؟ ماذا سيكون حاله؟
محمود سهلان
الاثنين ١٤ ذو القعدة ١٤٤١هـ
الموافق ٦ يوليو ٢٠٢٠م
تعليقات
إرسال تعليق