الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخامس عشر

 


تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:

 

المقال الخامس عشر:

 

]٢٠[ الرواية الثانية: وعن أحمد بن إدريس، عن محمَّد بن عبد الجبار، عن صفوانَ بن يحيى، عن الرضا (عليه السلام) في حديث: إنَّ رجلًا قال له: فتُقِرُّ أنَّ اللهَ محمول؟ فقال: إنَّ المحمولَ مفعولٌ به، مضافٌ إلى غيره، محتاج، والمحمولُ اسم نقصٍ في اللَّفظ، والحاملُ فاعلٌ وهو في اللَّفظ مِدْحَة، إلى أنْ قال: وقد قال الله تعالى (وللهِ الأسمَاءُ الحُسنَى فادعُوهُ بِهَا) ولم يقلْ في كُتُبِه: إنَّه المحمولُ بلْ قال: إنَّه الحاملُ في البرِّ والبحرِ ولم يُسْمَعْ أحدٌ ممَّن آمن بالله وعظَّمه قال في دعائه: يا محمول.

 

الفائدة الأساسية من هذه الرواية هي: لا تَخترِعْ ولا تَبتدِعْ من عِندِكَ والتزمْ بما سَمِعتَ ممَّن آمنَ بالله، والمُرادُ هنا هم أهل البيت (عليهم السلام).

 

]٢١[ الرواية الثالثة: وعن محمَّد بن أبي عبد الله، رَفَعَه عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قُلتُ لأبي الحسن الأول (عليه السلام): بما أُوحِّد الله؟ فقال: يا يونس، لا تكوننَّ مُبتَدِعًا، مَنْ نَظرَ برأيه هَلَك، ومَن تَركَ أهلَ بيتِ نبيِّه ضَلَّ، ومَن تَركَ كتاب الله وقَولَ نبيِّه كَفَرَ.

 

نجدُ هنا أنَّ الإمامَ (عليه السلام) يمنعُ يونسَ من الابتداع مع أنَّه أرشدَ عامَّة الناس للأخذ منه، والابتداع هنا بشكلٍ عامٍّ لا خُصوص البِدعةِ المُحرَّمَة التي تعني الإحداثَ في الدين. والطريقُ لعدمِ الإحداث في الدين هو الامتناعُ عن ابتداعِ ما لا يُعدُّ إحداثا، وبالتالي الالتزامُ بما جاء عنهم (عليهم السلام).

 

أمَّا الترك هنا فهو ما كان عن قصدٍ لا أيَّ تركٍ لهم (عليهم السلام)، فإنْ كان عن قصدٍ كان طريقًا للوقوع في النتائج المذكورة في الرواية.

 

تنبيه: بعضُ العلوم بقَدَرِ أهمِّيَّتِها تكون خطيرة، ومنها عِلم الرجال وأصول الفقه.. وقد تنقلُ العالمَ من متعلمٍ إلى أنْ يكونَ صاحبَ الرأي، وتكون الآيات والروايات أدواته، لا أنَّ الرأي هو للقرآن وأهل البيت (صلوات الله عليهم).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون