الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السادس عشر
تقريراتٌ مختصرةٌ
لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول
المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال السادس
عشر:
]٢٢[
الرواية الرابعة: محمَّد بن مسعود العيَّاشي في تفسيره، عن مَسعدةَ بن صَدَقة، عن
جعفر بن محمَّد، عن آبائه عن عليٍّ (عليهم السلام) في حديثٍ قال: فما دلَّك عليه
القرآنُ من صِفته، وتقدَّمَك فيه الرسول (صلَّى الله عليه وآله) مِن معرفته، فائتمَّ
بِه واستضِئ بنور هدايته، وما كلَّفَك الشيطان عِلمَه ممَّا ليس عليك في الكتاب فَرْضُه،
ولا في سُنَّة الرسول وأئمَّة الهدى أثره، فكِل عِلْمَه إلى الله، ولا تُقدِّر عَظَمة
الله على قَدْرِ عقلك فتكون من الهالكين.
انظر قوله: (فما
دلَّك عليه)، هناك دَوالٌّ بسيطة، وفي مقام التخاطب لا بدَّ من ملاحظة حالَ
المخاطَب من جهة معرفته بالدلالة دالًّا ومدلولا، ولكنَّ الرواية لم تُحدِّد لنا
ممَّن نأخذ الدلالات، فقد يدفع هذا البعض للأخذ بالدلالات مباشرة، والحال أنَّ بعض
الدلالات على أقلِّ تقديرٍ غير واضحةٍ للجميع لفقدان مقدمَّةِ معرفة الدلالات،
وبالتالي فما دلَّك عليه من عَجزٍ في معرفة دلالات القرآن يدفعك للأخذ من العارف
بالقرآن، وهم أهل البيت (عليهم السلام)، ثم تأخذ هذه الصِفة وتأخذ ما قدَّمه
الرسول (صلَّى الله عليه وآله) من المعرفة.
س: كيف نَعرِف أنَّ
التكليف من الشيطان؟
الجواب: نعرف ذلك
إذا لم يكنْ التكليف به من القرآن الكريم.
الذي لم تُكلَّف
به كِلْ عِلمَه إلى الله تعالى، ومِن ذلك معرفة الأنساب والتواريخ كما في الرواية
عن الرسول (صلَّى الله عليه وآله) في كتاب العلم من أصول الكافي، والمقياس هو كوني
مأمورًا بمعرفة الأمر من عدمها.
ثم قوله: (ولا تقدِّر
عَظمَة الله على قَدْرِ عقلك فتكون من الهالكين)، والسبب في ذلك محدوديَّة
الإنسان، حيث إنَّ تصوُّراته لا تعدو ما يتحصَّل عليه من الخارج، وبالتالي كيف
يمكن له تقدير ما هو أوسع من هذا العالم، وأكبر وأعظم من مقدار تصوُّراته،
وبالتالي فالقياس يكون قياس اللا محدود على المحدود، وهذا فيه مخالفةٌ منهجيَّةٌ
واضحة.
أبواب الكلِّيات
المتعلِّقة بأصول الدين وما يناسبها - ب٦ - عدمُ جواز العمل في الاعتقادات بالظنون
والأهواء والعقول الناقصة والآراء ونحوها من أدلَّة عِلْم الكلام التي لم تثبت
عنهم (عليهم السلام):
]٢٣[
الرواية الأولى: محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن يحيى، عن أحمد بن محمَّد، عن الوَشَّاء،
عن مثنَّى الحنَّاط، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تَرِدُ
علينا أشياءُ ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنَّة، فننظرُ فيها؟ فقال: لا، أمَا إنَّك
إنْ أَصبتَ لم تُوجَر، وإنْ أَخطأَت كذبت على الله.
سؤال أبي بصيرٍ
كان عن النظر في الأشياء التي لم تَردْ في الكتاب والسنة، فكان الجواب من الإمام
(عليه السلام) بالنهي عن ذلك.
والعموم المستفاد
من الرواية: مهمٌّ أنْ نَفهمَ الأمور لكنْ مع كون الطريق صحيحا.
تعليقات
إرسال تعليق