الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث عشر


 

تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:

 

المقال الثالث عشر:


[١٤] الرواية الثانية: وعن عليِّ بن محمَّد، عن سهل بن زياد، عن محمَّد بن سليمان، عن عليِّ بن إبراهيم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حُجَّة الله على العباد النبي، والحُجَّة فيما بين العباد وبين الله العقل.

 

أيْ أنَّ الله تعالى يحتجُّ على العِباد بإرسال الأنبياء، والعبادُ يُجيبون بأنَّ هذا ما انتهى بنا إليه العقل الكلِّي، وهو الذي ينتهي إلى استحالة اجتماع أو ارتفاع النقيضين.

 

أبواب الكلِّيات المتعلِّقة بأصول الدين وما يناسبها، ب٤، أنَّه لا يُعتبر من العقل إلا ما يدعو إلى طاعة الله ومتابعة الدين:

 

لا يُعتَبر من العقل؛ أيْ ليس هو صادرٌ من العقل..

 

]١٥[ الرواية الأولى: محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن يحيى، عن أحمد بن محمَّد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلًا مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت: هو رجلٌ عاقل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وأيُّ عقلٍ له وهو يُطيع الشيطان؟! فقلت له: وكيف يُطيع الشيطان؟ فقال: سَلْه هذا الذي يأتيه من أين هو؟ فإنَّه يقول لك: من عمل الشيطان.

 

لاحظوا أنَّ هذا الرجل ذاهبٌ لله يُريد العبادة، لكنَّ الإمام يقول أنَّه يُطيع الشيطان، ويمكننا أنْ نُقدِّرَ في آخر الرواية العبارة التالية: (إذا كان صادقًا في جوابه).

 

]١٦[ الرواية الثانية: وعن أحمد بن إدريس، عن محمَّد بن حسان، عن أبي محمَّد الرازي، عن سيف بن عَميرة، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كان عاقلًا كان له دين، ومن كان له دينٌ دخل الجنة.

 

قيل أنَّ عاقلًا هنا هو من له عِلم، ولكنَّه بعيد، فقد يكون الإنسان له عِلمٌ ولكنَّه لا يتبعه، فلا يكون له دين. فمَن كان عاقلًا فهو من عَقِل عن الله تعالى.

 

أمَّا الدين: فهو ما يلتزمه الإنسان في حياته، أو ما يدين به الإنسان لغيره، فهو أعمُّ من الإسلام بالتالي، لكنَّ الذي يدخل الجنة هو الذي يلتزم بدين الله.

 

توصية: لا بُدَّ من الحفاظ على كلمة العلماء وقيمة مقام العالم والعِمامة، لما في ضربِ هذا المقام من خطرٍ عظيمٍ على دين الناس وعقائدهم.

 

]١٧[ الرواية الثالثة: وعنه، عن محمَّد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلتُ له: ما العقل؟ قال: ما عُبِدَ به الرحمن واكتُسِبَ به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في ]فلان[؟ قال: تلك النَّكْراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهةٌ بالعقل وليست بالعقل.

 

س: كيف تكون العبادة بواسطة العقل؟ وكيف يكون اكتساب الجنان بواسطة العقل؟

 

وظيفة العقل أنْ يحكُم؛ أيْ أنَّه يُثبِت النسبة بين الموضوعات أو ينفيها، فهي وظيفته الأولى والأخيرة. ويُعبَد الله تعالى به أيْ أنَّ الأحكام الخاصة به تعالى وباكتساب الجنان هو الذي يَتَوصَّل إليها. وبالتالي مثل هذا الحديث يُعَدُّ دافعًا لتحصيل أعلى درجات العلم. أمَّا الذي في فلان فهو يقوم بعمل العقل وهو شبيهٌ به لكنَّه ليس هو النور الذي كان في سابق علم الله تعالى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون