من هنا وهناك (٥٦) بلْ هي حماقة!!

من هنا وهناك (٥٦) بل هي حماقة!!


يتفاخر بعض المؤمنين بأنه صريحٌ لا يجامل ولا يداري إخوته من المؤمنين، ويقول ما في قلبي على لساني، لكن فلنَعرض هذا على كلام المعصومين الذي هو الحق دون شكٍّ أو ريب.

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "لِسانُ العاقلِ وَراءَ قَلْبِه وَقَلْبُ الْأَحْمَقِ وَراءَ لِسانِه"[نهج البلاغة].

من هذه الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام نعرف أن إطلاق اللسان وتقديمه على القلب مذموم، وهو حمق، أما تقديم القلب على اللسان فهو من العقل، وما ذكرناه في بداية الكلام إنما يندرج تحت تقديم اللسان على القلب، فإن المؤمن ينبغي له أن يقلِّب الأمور بعقله جيدًا ثم يقرر إن كان السكوت أفضل أو الكلام، ثم يختار الألفاظ المناسبة للمقام، فإذا قدم قلبه صار عاقلا.

ما في قلبي على لساني كلمةٌ يُطلقها البعض بفخرٍ وكأنها أمرٌ ممدوحٌ ينبغي فعله، لكنها للأسف معضلةٌ عظيمةٌ كم كسرت من القلوب وجرحت، لذلك ينبغي الالتفات لهذه المسألة جيدا، والعمل بالوسطية بعد تحكيم العقل، فإن كانت الصراحة مطلوبةً فهي، وإلا فالمداراة التي كثرت الروايات فيها، خصوصًا عندما يكون الطرف الآخر مؤمنا.

فلنقدم قلوبنا على ألسنتنا ونختار ما فيه الحكمة لنكون من العقلاء..

محمود سهلان
٥ شعبان ١٤٤٠هـ
١١ أبريل ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون