قصصٌ من البحرين (٧) ملجأ الموالين

قصصٌ من البحرين (٧) ملجأ الموالين


امتازتْ البحرين منذ فجر الإسلام بأنها كانت ملجأً آمنًا للموالين لآل البيت عليهم السلام وللعلويين، ولهذا في التاريخ الكثير من الإشارات، وهنا أنقلُ كلامَ صاحب أنوار البدرين رحمه الله تعالى:

"وفي القطيف والبحرين عيونٌ كثيرة عظيمة مدفونة، وينسبون دفنها إلى مروان أو ابنه عبد الملك كما في هذه الحكاية، والظاهر والله العالم أنّ ذلك هو مروان بن محمد الحمار، هو آخر ملوك بني أمية من بني مروان أو غيره من ملوك الأمويين، لعدم انقياد أهل البحرين إليهم كما ينبغي، وقتالهم لهم في بعض الأحيان، لخلوص تشيعهم وعدم رضاهم لأمارتهم، فأرسل لهم ذلك الظالم الجيوش والجنود فصار هو مذكورا، ولانحياز كثيرٍ من العلويين في زمن الأمويين والعباسيين إلى بلاد البحرين، لبعدها عن ديارِ الظالمين وموالاتهم لمولانا أمير المؤمنين وآله المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، وربما طلبَهُم أو بعضَهُم بعضُ الظالمين الغاصبين لحقوقهم والمعتدين، ولهذا فيها من السادة الأنجبين العلويين الموسويين ممَّن هو صحيح النسب جمعٌ كثيرٌ وجمٌّ غفيرٌ أكثر من بلدان المؤمنين، بل في الزمن المتقدم أغلبُهم رؤساؤهم وعلماؤهم وعظماؤهم وإن تسافل الزمان ...، فهم ولله الحمد فيها كثيرون، وإلى أرضها مبارِكون، ولأهلها مشرِّفون، وقد ذكرنا في هذا الكتاب كثيرًا منهم، من العلماء والعظماء الأطياب الأنجاب، ومن جملة العيون العظام ... عين السجور في قرية الدراز من البحرين كما ذكرها الشيخ يوسف -قدّس سرّه- في كشكوله ...". [أنوار البدرين/١١١].

لا يخفى أن البحرين كانت قد اشتهرت بكثرةِ العيون والينابيع، كما أشار الشيخ البلادي رحمه الله، لكن الحال اليوم كما ترى، فلا عيون ولا زرع ولا نخل ولا شجر إلا ما ندر..

إعداد: محمود سهلان
١٨ ذو الحجة ١٤٣٨هـ
٩ سبتمبر ٢٠١٧م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون