قصصٌ من البحرين (٢) ورعُ الشيخ سليمان
قصصٌ من البحرين (٢) ورعُ الشيخ سليمان
أوردَ صاحبُ الحدائق قدس سره في أحوال الشيخ سليمان بن صالح الدرازي البحراني بإجازته الموسومة بلؤلؤة البحرين [ص٨٤] ما يلي:
"حكى لي والدي -رحمه الله- إنه إذا كان وقتُ الغوص وأتت سفن أهل تلك القرية من الغوص مضى الشيخ [سليمان] واشترى جميع ما أتوا به من اللؤلؤ والأقمشة، وكان تجّار بلاد البحرين الذين يشترون اللؤلؤ يقصدون بيت الشيخ المزبور، وحيثُ إن أهل القرية لا يبيعون على أحدٍ غير الشيخ فكان الشيخ -رحمه الله- يبيع ذلك عليهم بالمُرابحة ويقسمه بينهم بحيث لا يرجع أحد خائبا".
ويَذكر من عجيب أمره وورعه وتقواه ما يلي:
"ومن عجائب الزمان ما حكاه لي والدي أيضًا أنه كان رجلٌ من قرية بني جمرة -وهي قرب قرية الدراز- قد باع على الشيخ [سليمان] المذكور لؤلؤةً كبيرةً مجهولةً بقيمةٍ قليلة واتفق أن الشيخ أعطاها من أصلحها فصارت جيدةً فباعها بما يقرب من خمسين تومانًا فلما جاء البائع من الغوص قال له الشيخ: (إن تلك اللؤلؤة التي اشتريناها منك قد بيعت بهذه القيمة الزائدة وأنا إنما أخذتها منك بشيءٍ قليل فأنا آخذ رأس مالي من هذا الثمن والباقي لك) فامتنع الرجل وقال: (إني بعتك والمال مالك ولو ظهرت فاسدةً لصارت نقيصته عليك وعلى هذا فالزائد لك) فامتنع الشيخ من القبول حتى حصل من أصلح بينهما بأن يعطيه بعضًا ويأخذ الشيخ بعضًا".
وهذه القصة مما ينبغي أن نلتفت لما فيها من الأمانة والورع والتقوى، وما فيها من حسن المعاملة بين المؤمنين..
إعداد/ محمود سهلان
٢٨ ذو القعدة ١٤٣٨هـ
٢٠ أغسطس ٢٠١٧م
تعليقات
إرسال تعليق