من هنا وهناك (٥٤) رُخَصُ الشارع ورفع الأثر
من هنا وهناك (٥٤) رُخصُ الشارع ورفع الأثر
تتنوع آثار أعمال العباد بين كونها تكوينيةً أو روحيةً أو غير ذلك، ومنها ما يكون سلبيًا عند مخالفة ما يريد الشرع، لكنه رخَّص في بعض الأعمال المخالفة لأصل إرادته لبعض الأسباب، منها عدم العلم ومنها الاضطرار للفعل دون وجود حلولٍ أخرى للمكلَّف، فهل يتحقق الأثر مع ذلك أم لا؟
لا يمكن أن يتحقَّق الأثر المجعول من الشارع لأي عملٍ عندما يرخص فيه، فهو ظلم، والظلم قبيحٌ لا يصدر من الله العادل الحكيم عزَّ وجل، فلو رتَّب الله تعالى ظلمةَ القلب على فعلٍ مَّا ثم رخص في فعله، فلا مجال للقول بأن هذا الأثر لا بد وأن يتحقق، وذلك لأنه ظلمٌ كما قلنا أولا، ولأنه جعلٌ من الشارع له أن يرفعه متى شاء ثانيا.
فلو كان إنسانٌ على مشارف الموت ولم يجد أمامه شيئًا يأكله سوى الميتة يباح له منها ما يحفظ به نفسه ولا يترتب الأثر المجعول عليه، ولو أكل لحمًا من سوق المسلمين وفق القاعدة الشرعية فلا يترتب الأثر كذلك.
هذا وغيره مما أرخص الله لعباده فيه يرفع الله أثره المجعول كما قلنا، ولا يمكن مقارنته بالأثر التكويني لإحراق النار أو فاعلية السُّم للقتل، فهذا أمرٌ آخر على نقاشٍ فيه، ومن هنا أحبَّ الله تعالى أن يعمل برخصه، وهو من ثقة العبد به تعالى مع شيءٍ من التأمل، وهذه الرُخص كذلك مما يحافظ على سير الحياة بسهولةٍ ويسرٍ وأمثلتها في الشريعة والروايات ليست بالقليلة.
قد يُقال: أنَّ شرب السمِّ قاتلٌ حتَّى مع غير العلم بكونه سمًّا، وكذا الخمر يُسكر..!!
هذه المقايسة خاطئة جدًّا، فأثر السم والخمر ذاتيٌ تكوينيٌ لا يتخلَّف، أمَّا ما نحن فيه فأثره مجعولٌ زيادةً على عنوانه، والمجهول يرفعه جاعله متى شاء دون أن يتغير الموضوع..
لا يمكن أن يتحقَّق الأثر المجعول من الشارع لأي عملٍ عندما يرخص فيه، فهو ظلم، والظلم قبيحٌ لا يصدر من الله العادل الحكيم عزَّ وجل، فلو رتَّب الله تعالى ظلمةَ القلب على فعلٍ مَّا ثم رخص في فعله، فلا مجال للقول بأن هذا الأثر لا بد وأن يتحقق، وذلك لأنه ظلمٌ كما قلنا أولا، ولأنه جعلٌ من الشارع له أن يرفعه متى شاء ثانيا.
فلو كان إنسانٌ على مشارف الموت ولم يجد أمامه شيئًا يأكله سوى الميتة يباح له منها ما يحفظ به نفسه ولا يترتب الأثر المجعول عليه، ولو أكل لحمًا من سوق المسلمين وفق القاعدة الشرعية فلا يترتب الأثر كذلك.
هذا وغيره مما أرخص الله لعباده فيه يرفع الله أثره المجعول كما قلنا، ولا يمكن مقارنته بالأثر التكويني لإحراق النار أو فاعلية السُّم للقتل، فهذا أمرٌ آخر على نقاشٍ فيه، ومن هنا أحبَّ الله تعالى أن يعمل برخصه، وهو من ثقة العبد به تعالى مع شيءٍ من التأمل، وهذه الرُخص كذلك مما يحافظ على سير الحياة بسهولةٍ ويسرٍ وأمثلتها في الشريعة والروايات ليست بالقليلة.
قد يُقال: أنَّ شرب السمِّ قاتلٌ حتَّى مع غير العلم بكونه سمًّا، وكذا الخمر يُسكر..!!
هذه المقايسة خاطئة جدًّا، فأثر السم والخمر ذاتيٌ تكوينيٌ لا يتخلَّف، أمَّا ما نحن فيه فأثره مجعولٌ زيادةً على عنوانه، والمجهول يرفعه جاعله متى شاء دون أن يتغير الموضوع..
محمود سهلان
٢٥ رجب ١٤٤٠هـ
١ أبريل ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق