المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٩

من هنا وهناك (٥٣) رغبةٌ أم حاجة؟

صورة
من هنا وهناك (٥٣) رغبةٌ أم حاجة؟ نعاني الكثير من المشاكل اليوم على المستوى الاقتصادي للفرد، نتأثر به أفرادًا وعوائل، وما ذلك إلا بسبب عدم تفريقنا بين الحاجة الفعلية والرغبات في واحدٍ من أهم الأسباب. الرغبة في الحصول على بعض الكماليات، أو في الحصول على شيءٍ أكثر جودةٍ مما نملك، أو في شيءٍ أجمل منه، أو في ما نظهر فيه بزي الرُقي والغنى، مع كونه أعلى من قدرتنا الفعلية على ذلك باتت حالةً ظاهرةً بمستوى ما. استبدال الهاتف المحمول مع أي إصدارٍ جديد، أو مع أي تحديثٍ باتت مسألة هوسٍ للبعض، ومصاريف الحفلات وفعاليات الزواج كانت ولا زالت تزداد، واقتناء سيارةٍ فارهةٍ لا تناسب مستوى الفرد الاقتصادي وحالته المعيشية هوسٌ آخر لدى البعض، وغير ذلك من التصرفات التي تُنتج في كثيرٍ من الأحيان زيادة الديون على الفرد نفسه. عندما تسأل هؤلاء فإن كثيرًا منهم يقولون اقتنيت الشيء الفلاني لأنني أحتاجه، وفعلت الفعل الفلاني لأنه حاجةٌ مهمةٌ لي، لكن الواقع غير ذلك، فالأمر ليس أكثرُ من رغبةٍ في النفس ارتفعنا بها لمستوى الحاجة، فالحاجة ما يفتقر لها الإنسان أم الرغبة فهي ما يريده سواء احتاج له فعلًا

من هنا وهناك (٥٢) بالشكرِ تدوم النِّعم

صورة
من هنا وهناك (٥٢) بالشكرِ تدوم النعم لا يمكن لأحدٍ من المخلوقات أن يَعُد نِعم الله تعالى عليه مهما سعى في ذلك، ولو تدبر فقط في جزءٍ من أجزاء جسده لعجز عن ذلك، بل ولو تأمل في جزءٍ مما يطرده الجسد منه كالشعر مثلًا لكفاه أن يعلم أنه لا يستطيع أن يحيط بنعم الله تعالى عليه، وهو الذي قال في محكم كتابه: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)[النحل/١٨]. حقُّ الشكر لله تعالى ثابتٌ وهو كذلك لأولياء النعمة صلوات الله وسلامه عليهم، ولا كلام في ذلك ولا نقاش، إنما عقدت هذه المقالة للتنبيه على أن للناس حقوقًا علينا أيضا، فلا بد من شكر من يقدم لنا خدمةً أو يقوم بواجبٍ تجاهنا، ونحن من خلال ذلك نحافظ على النعم كي لا تزول عنا. عندما يؤدي أحدٌ واجبه تجاهك أو يقدم لك خدمةً أو يخفف عليك ألمًا أو غير ذلك، ثبت له حق الشكر من قِبلك، وهذا من الأدب والخلق من جهة، كما أنه سبيلٌ للمحافظة على النعم من جهةٍ أخرى، فإنك إن لم تقابل حُسن عمله بالإحسان قد تجعله يمتنع عن أداء واجباته أو المبادرة للخير والإحسان، فنفس الإنسان تحتاج لذلك، كما أنك عندما تشكره فإن

من هنا وهناك (٥١) الصعوباتُ من سُننِ الحياة

صورة
من هنا وهناك (٥١) الصعوباتُ من سُننِ الحياة قد يشتكي بعضنا شدةَ الصعوبات التي يواجهها في حياته، فهذا لا يجد وظيفةً تناسبه ولا ينجح في تجارته، وذاك يضطر أن يستأجر شقةً للسكنى، وآخر يعاني بعض الصعوبات في دراسته، وهكذا كل فردٍ يواجه بعض الصعوبات والشدائد في حياته. بعض الناس يتحدثون وكأنهم فقط دون غيرهم يواجهون مثل هذه الصعوبات، وأنهم فقط لا حظَّ لهم ولا نصيب، لكنهم ربما أغفلوا أنه حال الدنيا، فليست هي دارٌ للراحة والرخاء، بل هي دارٌ للعمل والتعب والابتلاء، ولعل أكثر من يتعرض فيها للبلاء هو المؤمن، لذلك عُبِّر عنها في الروايات بأنها سجن المؤمن. إذا كان هذا هو حال هذه الحياة فما الغرابة في أن يواجه أحدنا بعض المصاعب فيها؟ أجل لا بدَّ للإنسان أن يعيَ أنه كغيره سيواجه الكثير من الصعوبات، وسيكون مطالبًا بتخطي الكثير من العقبات، ولعلها تزداد كلما كبرت أهدافه وغاياته، وعلى ذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يندبَ حظه ويبقى بلا حراكٍ وكأنه الوحيد الذي تعرض لهذه الصعوبات الشديدة. ربما يتعرض المؤمن لعقباتٍ وابتلاءاتٍ أكثرَ من غيره، فهو يتحدى الشيطان، وهدفه أكبر الأهداف، لذلك من الطبيعي أن

من هنا وهناك (٥٠) ما هي السعادة؟

صورة
من هنا وهناك (٥٠) ما هي السعادة؟ قد يظن البعض أن السعادة هي حالة الفرح التي تحصل له لسببٍ ما، بينما هي حالةٌ تَعرُض على النفس وترحل، فهي في غدوٍ ورواح، فيكون ما يقابلها الحزن، لكن هذه ليست السعادة، بل قد نجد السعادة تجتمع مع الأمر المحزن في آنٍ واحدٍ كما تجتمع مع الأمر المفرح. السعادة -الحقيقية- هي أن تكون مرتبطًا بالله تعالى ملتزمًا صراطه المستقيم، وارتكازك في رؤيتك للحياة على هذا الكمال المطلق، والتزامك بذلك وباتِّباع حبله إلى السماء، الذي يتمثل في الثقلين المقدسين، ورسمك لخارطة حياتك على هذا الأساس، وإلا فلا يمكن أن تنال السعادة. أدعي أنك تكون سعيدًا في حياتك عند الثبات على ذلك، وعندما تقيس أعمالك وكل ما يجري عليك على هذا المقياس، فعندما تقف ثابتًا أمام المغريات، وشامخًا أمام الفتن مهما اشتدت رياحها، وعندما تحافظ على صلابتك وقوتك حين الشدائد والمِحن، فإنك من السعداء، وأما إن لم تكن كذلك فأنت في شقاء. السعادة في الدنيا قد تشوبها بعض الشوائب، برحيل حبيبٍ أو معاناة مرضٍ أو غير ذلك، فهذا هو حال الدنيا، أما السعادة التي لا شائبة تشوبها فهي النجاة يوم القيامة من العذ

من هنا وهناك (٤٩) حبُّ النفسِ بين الذَّمِّ والمدح

صورة
من هنا وهناك (٤٩) حبُّ النفس بين الذمِّ والمدح المتعارف بيننا أن حبَّ النفس أمرٌ سيءٌ في ذاته، أو فلنقل أننا نعبِّر به عندما نريد ذمَّ أحدٍ، فنقول ذمًّا لفلان: (فلانٌ يحبُّ نفسه)، لكننا لو تأملنا لوجدنا أن حب النفس في حدِّ ذاته غريزة، لكن المشكلة في ما تتبعه من أفعالٍ وتصرفات، لذلك لم نجد الرواية تقول: (حبُّ النفس رأس كلِّ خطيئة)، لكنها قالت كما عن الصادق عليه السلام: (رأسُ كلِّ خطيئةٍ حبُّ الدنيا). المذموم هو حب الدنيا والتعلق بها، لا حب النفس، بل قد يكون حب النفس ممدوحا، فأنا عندما أنطلقُ من غريزة حب النفس وأفعل ما يلائم أكون ممدوحا، ومن ذلك أنني أبتعد عن الحيوانات المفترسة مثلًا كي لا تقتلني، وأتعالجُ من الأمراض، وليس ذلك إلا لأنني أحب البقاءَ وأحب نفسي، كذلك أنا أعبد الله طلبًا للنجاة والخلود في الجنة، لأنني أحب نفسي ولا أريد لها الخلود في العذاب. بما قدَّمتُ يتضح أن حب النفس ليس هو المذموم في نفسه، لكنه يكون مذمومًا إذا قادني لحب الدنيا والتعلق بها، أما استعمالنا لحب النفس في الأمور المذمومة -فقط- فيبدو أن له جذورًا ثقافيةً غير صحيحة، إلا أن نجد له منشأً في كلام

من هنا وهناك (٤٨) الاهتمامُ بالنفس اهتمامٌ بالآخر

صورة
من هنا وهناك (٤٨) الاهتمامُ بالنفس اهتمامٌ بالآخر من الأمور التي تقوِّم علاقات الأفراد وتقوِّيها مسألة الاهتمام، الذي يكون أثره أكبر عندما يكون متبادلًا بين الأطراف، إلا أننا نغفل عن جزءٍ مهمٍ منه، وهو الاهتمام بالآخر من خلال الاهتمام بالنفس، خصوصًا بين الزوجين. الاهتمام المباشر لا يحتاج لمزيد تنبيهٍ وتفصيل، فلو مرضتِ الزوجة مثلًا لزمَ على الزوج أن يرعاها وأن يأخذها للطبيب، ولو مرض الزوج لزم عليها أن تهتَّم به وتوفِّر له سُبل الراحة في المنزل، وهذا من الواضحات كما يبدو لي، أما النزول عن هذا الحد البسيط فهو مشكلةٌ كبيرةٌ جدا، بل أدَّعي أنها من أكبر المشاكل في العلاقات الاجتماعية عموما، وفي الحياة الزوجية بشكلٍ خاص. ما أردت طرحه هو جانبٌ آخر من جوانب الاهتمام، وهو ممّا يكون بطرقٍ غير مباشرة، ومن ذلك -لتقريب الصورة- مسألة اهتمام الزوجة بجمالها ونظافتها بشكلٍ عام، فهي وإن كانت بالدرجة الأولى تعبِّر عن اهتمامها بنفسها إلا أنه يكون اهتمامًا بالزوجة بالدرجة الثانية، وهذا ما قد نفهمه أيضًا من الروايات التي تحثُّ الزوجة على الاهتمام بنفسها والتهيُّؤ لزوجها، فهذا كما أفهم دعوة

من هنا وهناك (٤٧) درسٌ في البراءة

صورة
من هنا وهناك (٤٧) درسٌ في البراءة شابٌّ في أول سنوات شبابه يحلق شعره ولحيته، لا تفارقُ الابتسامة وجهه، وبينما كنت أنتظر قام من الكرسي ودفعَ أجرة الحلاقة، تقدم نحوي خطوات، صافحني، وقبلني، ثم احتضنني، أشار بيده مودِّعًا بابتسامةٍ مرتسمةٍ على وجهه الملائكي ومضى.. في الحقيقة لا أنا أعرفه ولا هو يعرفني.. أجل مريضٌ من مرضى (متلازمة داون)، وهم ممَّن لا تخلو قريةٌ من قُرانا منهم، وكأنهم ملائكةٌ أرسلهم الله تعالى ليباركوا مجتمعاتنا، وليُذكِّرونا شيئًا ممّا نغفل عنه.. مثل هذا الفعل من هذا الشاب، لا أستطيع أن أنظر إليه إلا درسًا من دروس الحياة، من شابٍ لا زال بريق الفطرة يظهر على شفتيه، وكأنها رسالةٌ تقول: هذا الإنسان المبتلى بهذا المرضى لا زال ببراءته يعطي المحبة ويطلبها، فيا أصحاب العقول السليمة من المؤمنين أنتم أولى بذلك، فعُودوا إلى فطرتكم وتبادلوا المحبة فيما بينكم، فليس أولى من المؤمنين بذلك أحد. لو نظرنا فيما نراه من مواقفَ كل يوم، لوجدنا في قلبها مجموعةً من الحِكَم التي نحتاجها، ولا مانع من هذا النظر إلا الغفلة، فأدَّعي هنا أن كل ما يمرُّ علينا من مواقف هو تذكيرٌ

من هنا وهناك (٤٦) الاضطرارُ للتبرير

صورة
من هنا وهناك (٤٦) الاضطرارُ للتبرير نقوم ببعض الأفعال غيرِ الصائبة في الكثير من الأحيان فنضطر لتبريرها، وهذه الأفعال إذا تكرَّرت نفسها نظلّ نبررها، دون نظرٍ في مناشئها أو دون سعيٍ لتغييرها، والواقع أن الآخرين كلما زادت تبريراتك يُداخلهم الشك فيها ويبتعدون عن التصديق بها تدريجيا، إذًا تبرير نفس الأخطاء ليس في مصلحتك إن كنت مكثرًا منها. الصحيح كما أراه هو البحث عن مناشئ الأخطاء ثم السعي الجاد لإصلاحها والتخلّص من تلك الأخطاء، فالمشكلة قد تظهر في الخطأ لكنه ليس إلا نتيجة اضطررتَ لتبريرها مُخفيًا خلفها ما نشأَتْ عنه، ولا يخفى أن نفس المنشأ قد يكون علةً لهذا الخطأ ولغيره، وبطبيعة الحال فمعالجته أولى من التبرير، بل وهو الحل لا التبرير. أقوم بعملٍ مّا ثم أضطر لتبريره وخلق الأعذار لستره، ثم يتكرر مني ذلك، ثم أطالب الآخرين بالتقبل! وهذا كما أرى لا يعقل، فكيف أطالب الآخر برفع صورةٍ عني أنا تسببت بها، فيتعين أن أرفعها بمخالفته والقيام بالفعل الصحيح، وبعد ذلك أرجو ارتفاع الصورة السلبية التي رسمتُها في أذهانهم ورسم صورةٍ إيجابيةٍ عوضًا عنها. خلاصة ما مرّ أن على الفرد أن لا

من هنا وهناك (٤٥) لا يأسَ مع رحمته

صورة
من هنا وهناك (٤٥) لا يأسَ مع رحمته لا شكَّ ولا ريب في عِظم المعصية حتى التي نراها صغيرة، فإنك لو نظرت للأمر جيدًا لوجدت أنك عصيت مَن أنعم عليك بكل شيءٍ بعد أن لم تكن شيئًا يُذكر، والذي يملك زمام أمورك وأمور كل الخلق في كل صغيرةٍ وكبيرة، فأنت بذنوبك ومعاصيك تقابل الخالق المنعم القادر الجبار، وهذا ممّا هو واضح، فمع كون الذنب صغيرًا من جهةٍ يبقى عظيمًا من الجهة التي أشرنا لها. إنما الكلام في ما قد يصيب البعض من يأسٍ وقنوط، فكلما أذنب ذنبًا أو وقع في معصيةٍ تجده يميل إلى اليأس، متناسيًا أنه ما زال قادرًا على تغيير الحال، وناسيًا أنه كمؤمنٍ ينبغي له أن يعيش بين الخوف والرجاء، وهو حال المتقين، فإن كان الله عظيمًا جبارًا فهو رحيمٌ رحمنٌ كذلك، فاقتراف أي ذنبٍ ما لم يُخرج الإنسان من حدِّ الإيمان إلى الكفر أو الشرك ينبغي أن لا يوصله لحالة اليأس والقنوط، بل عليه أن يسعى للتوبة والإنابة. الذنب قد يكون دافعًا للرجوع للطريق القويم، فقد ينجرف المؤمن نحو الذنوب والمعاصي كبائرها وصغائرها لكنه في لحظةٍ يلتفت إلى ذلك، فيُراجع نفسه ويصحّح طريقه، فلا يقوده يأسه إلى الابتعاد أكثر والانسلاخ

من هنا وهناك (٤٤) اتِّباعُ خطواتِ الشيطان

صورة
من هنا وهناك (٤٤) اتِّباعُ خطواتِ الشيطان قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ …)[النور:٢١]. ممّا يتَّبعه الشيطان من خططٍ تدرّجه في الخطوات نحو الغواية بشكلٍ غير ظاهر، فيجعل الإنسان يتدرَّج بنفسه خطوةً خطوةً نحو المعصية، بل ونحو الكبائر من المعاصي، فيزين له السيئات والعثرات، أو يأتيه من طُرقِ الطاعة والعبادة أحيانا، وله طرقٌ أخرى. النفس الإنسانية سريعةُ الغفلة كما يبدو، ولعله من أسباب تكرار التذكير في القرآن الكريم والدعوة إليه، كما أنها تستصغر بعض الأمور، خصوصًا عندما تكون موافقةً لهواها ورغباتها، فلا تترفَّع عن فعل ما تهواه، لذلك نجد الشيطان يأتينا كثيرًا ونحن نعيش هاتين الحالتين مجتمعتين، فيجعلك في غفلةٍ أو يستثمر غفلتك فيبدأ عمله، وهو في ذات الوقت يأتيك من جهة رغباتك وهواك، وإن احتاج لأكثر من ذلك جاء من طريقٍ بدايتُه لا مخالفة فيه لكنه يساعده على انطلاقه في تدرّجه في الخطوات نحو المعصية. بسمه تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْع

من هنا وهناك (٤٣) ترسيخُ الحسنات

صورة
من هنا وهناك (٤٣) ترسيخُ الحسنات ممّا تتميز به النفس الإنسانية اكتساب العادات، وكذلك القدرة على التخلّص من بعض العادات، فإن الإنسان قد يقوم بفعلٍ ما ويمضي عنه، ويبقى أثره في حينه فقط أو يمتد لوقت قصير، وربما كرَّر الفعل حتى صار عادةً له، وقد يتمكن منه فيكون ملكةً راسخةً في النفس، وهي مرحلةٌ عاليةٌ جدا، وقد يبلغ حد الاتحاد معه كما يذهب بعض علماء الأخلاق. الأفعال الحسنة والسيئة في ذلك سواء، فلو كررت فعلًا حسنًا لمراتٍ متعددةٍ قد يتحول لعادةٍ وقد يتدرج في رسوخه بالنفس ويصل لأعلى مراتب الرسوخ بالنفس، والأفعال السيئة لا تختلف عن الأفعال الحسنة في ذلك، بل قد تكون أقرب للرسوخ لكونها ملائمةً لطبع الدعة والرخاء الذي تحبه النفس. إذن ينبغي للإنسان أن يسعى لتعويد نفسه على الأفعال الحسنة، وأن ينأى بها عن الأفعال السيئة، كي تترسخَ محاسن الأفعال في نفسه، ويطرد باكتسابها الأفعال السيئة، وكي لا يكتسب السيئات فعليه السعي للابتعاد عن كل عملٍ سيءٍ مهما كان يراه بسيطًا وليس بذاك السوء. وأشيرُ هنا لفائدة من فوائد الالتزام بالمستحبات والابتعاد عن المكروهات ما أمكن المؤمن ذلك، فإنه يعتاد