الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الأربعون



تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:

 

المقال الأربعون:

 

تنبيهٌ مهم:

في التعامل مع أقوال الأعلام فيما بينهم، كقول الشيخ المفيد في الشيخ الصدوق، نكون بين خيارين على نحو التعيين: الأول: أن نوجِّه كلام الشيخ المفيد بما لا يسيء له ولا للشيخ الصدوق، كما فعل السيد جعفر مرتضى العاملي، وقد نلجأ إليه أحيانا. لكنَّ ما أقوله أننا في تعاملنا مع أصحاب الأئمة العلماء والرجال، خصوصًا الرواة أشد مما يتعامل به العامة مع الصحابة، وكأنهم معصومون، وهذا غير صحيح، فهو يؤدي إلى إسقاط الرجل عندما يصدر منه أيّ خطأ، بينما المراد أن نرى هل هذا الرجل سيء أم لا، ولا يثبت ذلك ببعض التصرفات بل سلوك الرجل العام. لذلك عندما ندرس شخصية غير المعصوم لا بد أن نعلم أننا نتعامل مع إنسان هذا شأنه، وهذا هو الخيار الثاني. وبالتالي لا نجد مشكلةً في القول أن الشيخ المفيد كان صاحب شخصيَّةٍ حادة، ولن يمسَّ ذلك تقواه وورعه، والواقع أنه من حفظة الدين.

 

نقطةُ أخرى في الموضوع:

إذا أردنا إقامة استصحابا قهقرائيا، وأخذنا سيرتنا اليوم إلى زمن المتقدمين من العلماء، فيما نراه من سجالاتٍ بين العلماء وتسقيطاتٍ فنجدها هناك أيضا، والشواهد عليها كثيرة، لكننا نبقى ننظر لهم أنهم عظماء وحفظوا الدين، والذي يكتشف مثل هذه الأمور عادةً هو الذي يبحث ويتتبَّع العثرات، أما غيره فيستفيدون من العلوم والنتاجات العلمية. لذلك الفجور في الخصومة جريمةٌ لا تغتفر، خصوصًا وأن مثل هذه الزلات مع مرور السنوات لن يُلتفت إليها، وما يبقى هي الكتب والنتاج العلمي للرجل.

 

كي نفهم وثاقة الشيخ الصدوق، ونعتمد كتبه أو لا، لا بد أن ننظر في الإشكالات التي يُشكل بها عليه، فنجد أنها غالبًا على طريقته في كتاب من لا يحضره الفقيه، فالفقه هو محل نظر العلماء والناس دائما، وهو محل بروز العلماء عندنا على مر التاريخ، وكتاب من لا يحضره الفقيه في الفقه، وبمنهجيةٍ خاصة، وفيه تصريحاتٌ واضحةٌ للشيخ الصدوق في مقدمته، قال: "بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته وأعتقد أنه حجةٌ بيني وبين ربي جلَّ ذكره، وجميع ما فيه مُستخرجٌ من كتبٍ مشهورةٍ عليها المعوَّل وإليها المرجع".

 

وفي كلامه ثلاث دعاوى:

الأولى: أن هذا الكتاب بمثابة نسبة الرسالة العملية إلى كاتبها.

الثانية: جميع ما في الكتاب مُستخرجٌ من كتبٍ مشهورة.

الثالثة: أن الكتب المشهورة عليها المعوَّل وإليها المرجع.

 

أما الإشكالات المطروحة على الكتاب فالرئيسية منها ثلاثة:

الأول: رواية الشيخ الصدوق عن الضِّعاف.

الثاني: نقله رواياتٍ متناقضة.

الثالث: أن توثيقاته حدسيةٌ وليست حسية.

وإذا أثبتنا أن مُراده من الصحة صحة السند تثبت الإشكالات عليه.

 

تنبيه:

الفتوى عند المتقدِّمين هي لسان الرواية، لذلك كان اجتهادهم في حلِّ التعارض بين الروايات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون