المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

بريدي الإلكتروني (٩) وردةٌ كسيرةٌ

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا بذرةٌ بذَرها والداي، وغذَّياها، فخرجت على الدنيا وردةً جميلةً تسرُّ مَن ينظر إليها، ويستعذب ريحها كل من يستنشقه، إلا والداي، فلم يعدلا معي كما فعلا مع إخوتي الثلاثة، رغم أنني كنت البنت الوحيدة، وآخر العنقود كما يعبرون..!! بلغت الخامسة عشر من عمري، لكن كلَّ لحظاتي كانت ذابلة، كيف لا وقد حُرِمت من كلِّ العطف والحنان والحب، كيف لا وقد كنت ولا أزال آخر اهتماماتهما، وها أنا أعلن أنني تعبت من حياتي وأنا مهمَّشة، حتى صار أفضل أحلامي وأكثرها راحةً لي أنْ يقطفني الموت، ليزرعني بذرةً جديدةً ولكن تحت التراب.. تهميشي أمام جميع أفراد الأسرة هشَّمني، والظلم والتفرقة والإهانات فتكت بي، بل حتى أنني أتعرض للضرب أحيانا، لا لشيءٍ صدِّقني، فقط لم أُطِع أخي الأكبر مني بعامين مرَّةً واحدةً من عشرات الطلبات! بل دون أي سببٍ أتعرض للإهانات والكلام الجارح من الجميع بهذا المنزل الكئيب.. يعلم الله أنني أحبُّ إخوتي الثلاثة حبًّا كبيرا، لكنني سأسرد لك بعض ما يحدث لعلك تعي ما أريد قوله.. عندما تريد أمي أنْ تجهِّز الطعام لأي وجبةٍ كانت، فإما أنها تطهو الطعا

بريدي الإلكتروني (٨) حياةٌ كلها خريف

صورة
بعد التحية السلام .. قد يُزهر ربيع بعض الفتيات، ثم تتقلَّب بهنَّ الفصول، ويلحقهن خريفٌ غير معلومٍ إنْ كان سيرحل من حياتهن أو أنَّه سيحتلها حتى تنقطع أنفاس أحلامهنَّ الوردية، لكنهن جرَّبنَ شيئًا من برد الربيع وسحره، وبعضًا من دفئ الصيف وحرارته، وعشنَ ليالي العشاق سهرًا في فصل الشتاء البارد، أما أنا فلم أستنشق إلا نسيم فصلين، انقسمت إليهما حياتي .. عشت شتاءً باردًا منذ طفولتي، ما عدا بعض الدفئ والحنان الذي منحني إياه والديَّ، الذي ينتزع البرد من أطرافي، ويُذهب الرعشة من بدني، لأعيش بأمانٍ بحضنيهما الحنونين، وهكذا استمرت حياتي باردةً جدا، تُساوق برد ألاسكا، وثلوج الإسكيمو، حتى أنهيت دراستي، وأوقفتها بعد المرحلة الثانوية، فلم يؤهلني معدلي للحصول على بعثةٍ أو منحة، ولم تكن حالتنا المادية تسمح لي بالتكفل بدراستي، فأطفأت شمعة أملٍ كانت لتغير الكثير في حياتي .. ازدادت حياتي برودًا بعد برود، خصوصًا مع رحيل الشخص الذي كنت أعتبره الأمان لي، نعم انتقل والدي لجوار ربِّه، الأمر الذي آلمني كثيرا، وأشعرني لأول مرةٍ بأنني لا ظهر ولا سناد لي، لا أمان ولا اطمئنان، وليته كان شعورَ لحظةٍ واحدةٍ ومضى، لكنه

بريدي الإلكتروني (٧) عين ما صلَّت على النبي!!

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..   سقط ابني أمام باب المنزل وكُسرت يده، فعلمت عمَّتي (والدة زوجتي) بذلك، فجاءت مسرعةً من منزلها القريب من منزلنا، وطلبت بيضةً وإناء ماء، قرأت بعض الآيات على إناء الماء، وبدأت بصبِّه بالمكان ومحيطه شيئًا فشيئا، ورَشَحت وجهه بما تبقَّى منه، ثم قامت بكسر البيضة بمكان سقوطه -أمام باب المنزل- وارتاح قلبها، فقالت: "عين ما صلَّت على النبي " ..   اشتريت سيارةً جديدةً لزوجتي، وبما أنَّ عمتي على علمٍ بذلك طلبت أنْ نأتيَ بالسيارة إلى منزلها قبل أنْ نذهب لمسكننا، وما إنْ أوقفتها بجانب منزلها حتى جاءت بالشبِّ ودارت حول السيارة (حوطتها) وهي تتعوذ من الشيطان وتقرأ المعوذتين وبعض الآيات، ثم وضعت بيضةً تحت كلِّ إطارٍ وطلبت مني أنْ أكسرها مارًّا من فوقها بالسيارة عند مغادرتنا، وأطعتها احترامًا لها فأنا لا أؤمن بما فَعلتْ بالبيض.. وبما أنَّها قد لاحظت أنَّني تنهَّدت مرارًا وعلامات عدم الرضا باديةٌ على وجهي فقد شَرعتْ بكلماتٍ معهودةٍ لا زالت تكرِّرها: "الشيخ عبد الله أعلم منك، واجعل يقينك على الله يا ولدي " ..   في مرةٍ ثالثة.

من هنا وهناك (٧٦) التربية والرقابة

صورة
في العقود الأخيرة اقتحمتْ حياتنا الكثير من الأمور الجديدة، فمن التلفاز إلى الانترنت إلى الهواتف الذكية والأجهزة الحديثة، ثم إلى ما تحويه هذه الأجهزة الحديثة من صفحاتٍ وتطبيقات. في السابق كان أمر الرقابة أسهل بكثير، خصوصًا إذا جعلنا في الاعتبار نمط الحياة والتربية في تلك الأزمنة، فكان الآباء والأمهات وكل صاحب مسؤوليةٍ يراقب الصغار ويساعد في تربيتهم من جهة، ولم تكن هذه الأجهزة موجودة، إنما كنا نرى الأبناء وما يفعلون أمام أعيننا، ولو حدث منهم فعلٌ في الخفاء كان اكتشافه ليس صعبًا كصعوبته اليوم، فالجهاز اليوم في يد الطفل، ولا نتمكن من مراقبته طوال اليوم. يتابع الطفل المسلسلات الكارتونية المخلة بالآداب والمليئة بالثقافات الفاسدة، ويفتح تطبيقات الهاتف والأجهزة الإلكترونية ويرى ما يرى ويتابع ما يتابع دون رقابةٍ كافيةٍ من الأهل، فتترسَّخ الصور المخلة والأفكار السيئة في ذهن الطفل، ثم تكبر معه فإنَّها تنتقش في ذهنه، وقد لا تظهر آثارها إلا بعد أنْ يكبر، ولا يتمكن أحدٌ من إرجاع ما يكون عليه من سلوكياتٍ إلى مناشئها. قد يقال ينبغي أنْ نمنع هذه الأجهزة عنهم، ونمنعهم من مشاهدة التلفاز.. فنقول إنْ كان ذ

بريدي الإلكتروني (٦) ربَّة منزلٍ فقط!!

صورة
بسمه تعالى.. أجلس من نومي بكل صباحٍ مع ارتفاع صوت الحق، أُلملم أطرافي وأستعيد ما بقي فيها من طاقة، أقيم الصلاة بعد أن أوقظه وأوقظ أبنائي لأدائها، يعودون ليرتاحوا قليلًا وأتوجه لتجهيز ملابسهم، ثم أنتقل للمطبخ مباشرة، أُجهِّز لهم الشاي وطعام الإفطار بكل أريحيةٍ وسعادة، دون كللٍ أو ملل.. يقوم كل فردٍ من فراشه، يستحم كل واحدٍ منهم، ويجد ملابسه الرسمية جاهزة، يخرجون والإفطار جاهزٌ على طاولة الطعام، وأنا أنتظرهم هناك، أسكب لهم الشاي بيدي، وأعطي كل فردٍ نصيبه من الطعام، وكل ما يحتاجه لإفطاره، نتبادل أطراف الحديث والابتسامة مرسومةٌ على كل الشفاه، نعم هكذا كان الحال، ثم يتوجَّه زوجي للعمل ويرسل أبنائي الثلاثة للمدرسة وهو في طريقه للعمل، وأبقى وحدي.. ماذا هناك؟! طاولة الطعام وما عليها تحتاج للتنظيف والترتيب من جديد، أرفع عنها كل شيءٍ وأقوم بتنظيفها ثم بتغسيل الأواني، ووضعها في أماكنها المخصصة، ثم أرتب غرفة الطعام، لتكون بأزهى صورة، وأنتقل بعد ذلك لغُرف النوم، وأرتب الأَسرَّة والمفارش وكل ما خلفه زوجي وأبنائي من فوضى، وأعطِّرها وأخرج من غرفةٍ لأخرى حتى تكون كل الغرف مرتبةً ونظيفةً وزاهيةً كما كان

بريدي الإلكتروني (٤) الماديَّة مُرتكَزُها

صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم في إطار البحث عن شريكتي بهذه الحياة، تقدَّمت لطلب يد أكثر من شابة، لكنني لم أجد ضالَّتي مع إحداهن، فإن اختيار رفيق دربٍ طويل، يكاد يكون جزءًا منك، ليس بالأمر الهين أبدا.. أرشدتني والدتي لإحدى الشابات، ومرَّت الإجراءات الاعتيادية سريعا، وتم تحديد موعد المقابلة، وكانت بنتًا لعائلةٍ مؤمنةٍ في حالةٍ ماديةٍ جيدةٍ جدا، وكان حالنا مشابهًا لحالهم، وبدأتُ بتجهيز نفسي للمقابلة، وتحديد النقاط التي أريدها كي لا أنسى، حتى كتبت بعضها بمذكَّرة الهاتف، فليست مقابلة الزواج بالأمر الهيِّن بعد أن جربت ذلك مرارا.. ظلَّت التساؤلات تأخذني يمينًا وشمالا، كيف هي؟ وما هي نظرتها للحياة؟ وكيف هي أخلاقها وسلوكياتها؟ هل هي جميلة الشكل أم لا؟ هكذا تظل الأسئلة تتوارد في ذهن من يُقبِل على هذه الخطوة، ولا غرابة في ذلك.. حانت اللحظة المحدَّدة، وأدخلوني عليها بغرفةٍ جهزوها لاستقبالي مسبقا، وبقينا وحدنا هناك، فبدأتها بالسلام وردت بأحسن منه، لكنه بخجلٍ شديد، ثم بدأتُ بالحديث معها، وقد كانت قليلة الكلام، حتى ظننت أنني صاحب الشأن فقط دونها، لكنها بدأت تتحدث شيئًا فشيئا.

من هنا وهناك (٧٥) ارحم مَن تنتسب إليه

صورة
يستصغر بعض الناس أهمية ارتباطه بشخصٍ أو جهةٍ أو سلكٍ ما، فتجده لا يبالي بما يجلبه لأبيه من العار، أو لمذهبه من الاستنكار، وهكذا ما يعرِّض مسلَكَه له من الهجوم والاستنقاص، مع أنَّ الأمر مما لا يَغفل عنه الإنسان بأدنى تأمل. قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديثٍ له: "فإنَّ الرجل منكم إذا وَرِع في دينه، وصَدَق الحديث، وأدَّى الأمانة، وحَسُن خُلُقه مع الناس قيل: هذا جعفريٌ فيَسرُّني ذلك ويّدخُل عليَّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دَخَل عليَّ بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر". انظر في هذه الرواية قليلا، ثم تأمل في أعمالك من أيِّ نوعٍ هي، هل هي مما يُدخل السرور على قلب الإمام؟ أم تكون ممن يَدخُل بلاؤه وعاره عليه؟ لا تستهينوا أبدًا بأثر أعمالكم على من تنتسبون لهم، سواء كان الشخص بسيطًا أو كان في عظمة الإمام، وسواء كانت تلك الجهة مؤسسةً صغيرةً أو كانت عظيمةً ضخمة، وإن كان عِظم الشخص أو الجهة يزيد الطين بلة. على كل مؤمنٍ على وجه هذه الأرض أن يسعى في إدخال السرور على قلب سرِّ وجود هذا الكون، على قلب حجَّة الله في خلقه، وأنْ يتجنَّب إيذاءه ولو بأبسط الأمور.

من هنا وهناك (٧٤) أتستغني عن الناس أبدا؟

صورة
يظن بعض الناس أنَّه يمكنهم الاستغناء عن غيرهم من الناس مطلقا، فيُؤثِّر ذلك في سلوكياتهم بشكلٍ ملحوظً جدًّا سواء انتبهوا إلى ذلك أم لا، لكن الوجدان يحكم بكلِّ وضوحٍ على هذا الظن منهم بالخطأ، وبأدنى تأملٍ يصل الإنسان لنتيجةٍ واضحة، وهي عدم قدرته على الاستغناء عن غيره من الناس، ولا حاجة للتفصيل في ذلك الآن.. في أصول الكافي للشيخ الكليني افتتح كتاب العِشرة بالرواية التالية: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليكم بالصلاةِ في المساجد، وحسنِ الجوار للناس، وإقامةِ الشهادة، وحضورِ الجنائز، إنّّه لا بدَّ لكم من الناس، إنَّ أحدًا لا يستغني عن الناس حياتَهُ والناس لا بدَّ لبعضهم من بعض. [الكافي، ج٢، كتاب العشرة، باب ما يجب من المعاشرة، ح١]. ومحل الشاهد واضح، فقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) قاعدةً واضحة، أختصرها هكذا: (لا يمكن للإنسان أنْ يستغنيَ عن الناس طوال حياته). هذه الرواية والوجدان حاكمان بما أردنا إيصاله، فالدعوى بعدم الحاجة إلى الناس -في هذه الدنيا- مطلقًا باطلة، بل حاجتنا للناس ثابتةٌ ظاهرةٌ أمامنا في كل يوم. وبالتالي ينبغي للمؤمن أنْ يجعل هذه القاعدة نصب عينيه، ويعمل بما تقتضيه، وإنْ

بريدي الإلكتروني (٢) كُفوا عن طرق المسامير..

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتأمل المرأة كثيرًا أن تعيش حياةً سعيدةً مع رجلٍ يحبها ويمنحها الشعور بالأمان والاطمئنان، يحتضنها ويحتضن كل آمالها، وتصنع معه سعادتها، وهكذا كان حال مريم كأيِّ فتاةٍ تحلم بذلك الزوج الذي يمنحها كل ذلك، وما إن تخرجت من الثانوية حتى تقدم لها أكثر من شاب، وما أسرع أن اجتمعت بزوجٍ اعتقدت أنه هو.. نعم.. اعتقدت أن هذا الرجل هو الذي سينتشلها من معاناةٍ كبيرةٍ عاشتها منذ طفولتها، حيث الفقر المادي، وأشد منه الفقر الروحي والعاطفي، حيث فقدت حنان الأم حتى وهي معها.. وكانت تأمل أن هذا الرجل سيكون الشخص المناسب، ومنذ الفترة التي سبقت الخطبة بأيامٍ تعلَّقت به كثيرا، وكأنه طوق النجاة الذي كانت تبحث عنه، وتنازلت عن الكثير مما تطلبه الفتاة لزواجها ولم تكترث لذلك.. تم العقد سريعًا وأملُ الحب والمودة يشغل بالها وبال زوجها أحمد، وانتقلت لبيت الزوجية مباشرةً دون قضاء فترة خطوبةٍ يتعرَّفان فيها على بعضهما جيدا، وبدأت حياتها بسعادةٍ بالغةٍ جدا، كانت ملفتةً لكل من جالسها أو تحدث معها، ما أفرح أهلها كثيرا، لكن لحظةً واحدةً كفيلةٌ بتغيير كل شيءٍ بأي