من هنا وهناك (٣٩) المبادرةُ لكسرِ الحواجز
من هنا وهناك (٣٩) المبادرةُ لكسرِ الحواجز
قد يصعب أن تطلب من أحدٍ شيئًا أحيانا، فمهما كان القُرب بينك وبين الآخر فالنفس لا تقبل ذلك عادة، فتكون في حاجةٍ لغرضٍ ما أو لاقتراض مبلغٍ من المال لكنك تمتنع عن ذلك، وكذلك قد يكون غيرك يعيش نفس الحالة ولا يسألك حاجته.
يُنقل عن إحدى المؤمنات أنها كانت تسعى لكسر الحاجز مع جاراتها، فقامت بالمبادرة بنفسها، حيث إنها قامت بطلب غرضِ مّا من إحدى جاراتها، وفي المرة التالية طلبت غرضًا آخر من جارة ثانية، وفي المرة الثالثة من جارة أخرى، مع أنها في الواقع لم تكن محتاجةً لما سألت من جاراتها، ولكنَّهنَّ قدَّمنَ لها ما سألت برحابة صدر.
ثم ماذا؟
النتيجة أن الجارات صِرنا يطلبنَ منها ما يَحتجنَ من أدواتٍ ومواد، بل إن إحداهُنَّ قالت لها: عِشتُ لسنواتٍ طوالٍ هنا ولم أطلب من أحدٍ شيئًا، لكنني اليوم أتمكَّن أن أطلب منك.
بهذه الطريقة التي قامت بها هذه المؤمنة تمكَّنت من كسر الحاجز بينها وبين جاراتها، وتحقَّقَ ما أرادت من تقاربٍ بينها وبينهن، بل وارتفع مستوى العلاقة بين الجارات جميعا، وذلك لهذا التصرف البسيط والنيَّة الصادقة من هذه المرأة.
هذا النوع من المبادرات البسيطة المغلَّفة بالنوايا الصالحة الصادقة من شأنها أن تخلق أجواءً من المحبَّة والمودَّة والتقارب بين المؤمنين.
محمود سهلان
٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ
٢٩ يناير ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق