من هنا وهناك (٣٤) الغفلة تُورِث الحسرة

من هنا وهناك (٣٤) الغفلة تُورِث الحسرة

من الأمور التي ينبغي مراعاتها عدم الوقوع في الغفلة، سواء كانت في نفس الإيمان حيث أشار القرآن أن هناك من أسلم لكنّ الإيمان لم يدخل قلبه، أو في أعمالنا العبادية كالغفلة التي يواجهها المصلون في صلاتهم، أو في أعمالنا المعاملاتية -إن صحّ التعبير- كصلةِ الأرحام واستحالتها قطيعة وبرُّ الوالدين وغيرها من أعمال.

المشكلة العظيمة في الغفلة وبالخصوص في الإيمان أن انتباهنا منها قد لا يكون إلا حينما يُقضى الأمر، فتُوقِعنا في الحسرة والندامة، فمن يضمن أنه ينتبه من غفلته في الدنيا -قبل الآخرة- وهي دار العمل؟

لشدة خطرِ الغفلة كان لازمًا على المؤمن أن يتذكر بكل الطرق المتاحة، ولذلك نجد أن الشارع المقدس جعلَ للإنسان طرقًا كثيرةً جدًا ليتذكر، منها الذكر اللساني كالتسبيح والتهليل، ومنها الحج والعمرة، ومنها الصلوات الواجبة ونوافلها، وغيرها من الطرق المتعددة، بل وبَعث المؤمنين نحو تذكير بعضهم بعضا، وجعل لذلك أجرًا عظيما.

نفهم ما مرّ من كلامٍ من قوله تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)[مريم/٣٩].

محمود سهلان
٢٧ ربيع الثاني ١٤٤٠هـ
٤ يناير ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون