من هنا وهناك (٣٨) الطريقُ هو التكليف

من هنا وهناك (٣٨) الطريقُ هو التكليف

من الأمور التي تُعطِّل العمل البحث عن النتيجة في نفس الوقت، فإذا لم نجد النتائج ظاهرةً متحقّقةً أمامنا فإننا نتراجع ونتوقف عن العمل، ونتعرض لليأس والقنوط، فتتوقف مشاريعنا الشخصية والمجتمعية لهذا السبب.

ينبغي الالتفات إلى أن النتائجَ لا تتعلق بأفعالنا فقط، فما نقوم به هو جزءٌ من المعادلة وليس كل المعادلة، فهناك ظروفٌ محيطةٌ وأطرافٌ أخرى تتدخّل في طريق النتيجة، وقد تكون مساعدةً تارةً بينما قد تكون مُفسدةً ومُؤخِّرةً للنتائج تارةً أخرى.

كذلك بعض الأعمال خصوصًا الفكرية والثقافية منها تحتاج لسنواتٍ طوال قد تتجاوز عمر الفرد الواحد بمرتين وثلاث، فيكون البحث عن نتيجةٍ سريعةٍ فيها ليس أكثر من لغوٍ وتضييعٍ للوقت، حيثُ إن الظرفَ الزمنيّ لا يتسعُ لتحقيقها ولا يمكن أن نختصرّه على أي حال.

لما مرَّ من بيانٍ أقول أن على العاملين في المجتمع أن يصبّوا اهتمامهم بالدرجة الأولى على مسألة اختيار الطريق الصحيح المُوصِل للنتائج المطلوبة، أما مسألة تحقُّق النتائج فهي بيد الله تعالى ولا نملك من هذه الجهة إلا الدعاء والتوسل إليه جلَّ وعلا.

إن قدوتنا في ذلك هُم رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) وكذلك من سبق من الأنبياء (ع)، فكانوا موعودين بالنصر وتحقُّق الخلافة الإلهية في غير زمانهم، لكن ذلك لم يمنعهم من أداء أدوارهم كما ينبغي، مع كونِ النتيجة النهائية المطلوبة لا تكون إلا على يد القائم من آل محمد صلوات الله عليهم.

محمود سهلان
١٣ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ
٢٠ يناير ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون