مفاتيح فقهية (٤) في أقسامِ المياه
مفاتيح فقهية (٤) في أقسامِ المياه
ينقسم ما يُستعمل فيه لفظُ الماء إلى قسمين:
الأول: ماءٌ مطلق: وهو ما يصح استعمال لفظ الماء فيه بلا مضافٍ إليه، كماء البحر أو النهر أو البئر أو غيرها، فترى أنك تقولُ: ماء البحر -مثلًا- لتعيين الماء لا لتصحيح استعمال لفظ الماء فيه.
• الماء المطلق طاهرٌ ومطهّر، وينقسم إلى: ما لا مادةَ له، أو ما له مادة.
أ- ما لا مادة له: إما قليلٌ لا يبلغ مقداره الكر ينفعل بملاقاة النجس، أو كثيرٌ يبلغ مقداره الكر فلا ينفعل بملاقاة النجس إلا إذا تغيَّر لونه أو طعمه أو ريحه تغيرًا فعليًا أو ما هو بحكمه بسبب ملاقاته.
ب- ما له مادة: وينقسم إلى ما تكون مادتُهُ طبيعية، وما لا تكون مادته طبيعية.
١- ما تكون مادته طبيعية، وهذا إن صدقَ عليه ماء البئر أو الماء الجاري لم ينجس بملاقاة النجاسة وإن كان أقلَّ من الكر، إلا إذا تغيَّرت أوصافه الثلاثة. أما الراكد النابع على وجه الأرض فالأقوى انفعاله بملاقاة النجاسة.
٢- ما لا تكون مادته طبيعية، كماء الحمَّام وغيره، فما في الحياض الصغيرة إذا كان متصلًا بالمادة بحيث بلغت كرًّا اعتصمت، ولم تتنجَّس بمجرد ملاقاة النجس، وأما إذا لم يكن متصلًا بالمادة، أو لم تكن المادة ولو بضمِّ ما في الحياض إليها كرًا لم يعتصم الماء.
مسألة: الماء الموجود في الأنابيب المتعارفة في زماننا من قبيل ماء الكر.
الثاني: ماءٌ مضاف: وهو ما لا يصح استعمال لفظ الماء فيه بلا مضافٍ إليه، كماء الرمان وماء الورد، فلا يُقال لماء الرمان -مثلًا- أنه ماءٌ إلا مجازا، ولذا يصحُّ سَلبُ الماء عنه.
• الماء المضاف طاهرٌ وغيرُ مطهِّر؛ أي أنه لا يرفع الخبثَ ولا الحدث. كما أنه ينجسُ بمجرَّد الملاقاة للنجاسة حتى لو بلغ كرا. وإذا تنجس فإنه لا يَطهُر وإن اتصل بالماء المعتصم، نعم إذا استُهلِك في الماء المعتصم فقد ذهبت عينه.
• في مقدار الكرّ بحسب المساحة أقوال، والمشهور بين الفقهاء (رض) اعتبار أن يبلغَ مكعَّبُه ثلاثةً وأربعين شبرًا إلا ثمن شبرٍ وهو الأحوط استحبابًا، وإن كان يكفي بلوغه ستةً وثلاثين شبرًا أي ما يعادل ٣٨٤ لترًا تقريبا، وأما تقديره بحسب الوزن فلا يخلو عن إشكالٍ فلا يترك مراعاة الاحتياط فيه"[السيستاني/ منهاج الصالحين].
تنبيه: أحكام المياه الكثيرة والمقام لا يتَّسعُ لها، لذلك اكتفيت بذكر أقسام المياه وبعض أحكامها بالجملة، ومن أراد التفصيل وباقي الأحكام فعليه بمراجعة الرسائل العمليّة للفقهاء الكرام.
إعداد: محمود سهلان
١٨ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ
٢٥ يناير ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق