من هنا وهناك (٣٧) الذنبُ يمنع الاستجابة

من هنا وهناك (٣٧) الذنبُ يمنع الاستجابة

كثيرًا ما نتوجه لله تعالى بالدعاء، بل وي ُكثر بعضنا من الدعاء، ولا يترك فرصةً تمر إلا ويتوسل فيها إلى الله تعالى، طلبًا لقضاء الحوائج ودفع الشرور عنه، لكننا نجد أن دعواتنا لا تُستجاب والشرور لا تندفع عنا..

مسألة استجابة الدعاء لها حيثياتٌ وجوانبُ كثيرةٌ لا يحيط بها إلا الله تعالى ومن منحه الله ذلك، إلا أن بعض الجوانب والعناوين العامة معلومةٌ إجمالًا للمؤمنين، حيث ذكرت الآيات والروايات بعضها، مع بقاء التفاصيل الشخصية المتعلقة بنفس المتوسل خافيةً على غير الله سبحانه وتعالى.

من الجوانب التي لها الأثر الكبير جدًا في استجابة الدعاء من عدمها هي أعمالنا، فارتكاب الذنوب قد يُشكِّل مانعًا من استجابة الدعاء، فلو أن المؤمن نأى بنفسه عن المعاصي لارتفع المانع، ثم أن هذه الذنوب تؤثر على أنحاء مختلفةٍ كما أشار أمير المؤمنين (ع) في دعاء كميل، حيث قال:

"اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تهتك العِصم، اللهم اغفر لي الذنوب التـي تُنزل النِقم، اللهم اغـفر لي الذنوب التي تُغير النعم، اللهم اغـفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللـهم اغفر لي الذنوب التي تنـزل البلاء".

نلاحظ أن هناك عدةَ أنواع من الذنوب، فمنها ما يهتك العصم، وما ينزل النقم، وما يغير النعم، ومنها ما يحبس الدعاء، فدعاؤنا قد يكون محبوسًا ولا يستجاب بسبب ذنوبنا، فينبغي أن نحاسب أنفسنا ونراجعها، ونحاول أن نتخلص من ذنوبنا كي يرتفع مانع الذنوب، ولعله يكون ممهدًا لاستجابة دعائنا وتحسن أحوالنا.

محمود سهلان
٧ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ
١٤ يناير ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون