المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢١

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الحادي والثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الحادي والثمانون:   أبواب الكلِّيات المتعلقة بأصول الدين وما يناسبها - باب ٢٧ - أنَّ أسماء الله سبحانه كلُّها مُحدَثةٌ مخلوقةٌ وهي غيره:    [١٦٣] الرواية الأولى: محمَّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمَّد بن عبد الله وموسى بن عُمَر، والحسن بن عليِّ بن عثمان، كلُّهم عن محمَّد بن سنان، قال: سألته -يعني الرضا (عليه السلام)- عن الاسم؟ فقال: صِفةٌ لموصوف.      محمَّد بن سنان يسأل في هذه الرواية عن المقصود من الأسماء والمعاني، لا أنَّه يسأل عن الدال، سواء كان الدالُّ لفظيًّا أو كتبيًّا أو غير ذلك، فهو يريد ما يدلُّ عليه الاسم، فصفة القدرة مثلًا هي التي يسأل عنها لا   عن الدال عليها، فيكون سؤاله عن علاقة القدرة بالذات، فأجابه الإمام (عليه السلام) بأنَّها: "صفةٌ لموصوف" ، ونحن نريد الحقيقة فقال له هذه صفة. ومقام التوصيف هو مقام التشخيص، وما لم يكن هناك محلٌّ لظهور الصفة لا نقول بوجود صفةٍ لموصوف،

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثمانون:      نلاحظ اهتمام الشيخ الحرِّ العاملي بنفي مسألة العقول المجردة في روايات هذا الباب، والذي بلور ونظَّر لهذه المسألة من الطوائف الإسلامية هم الإسماعيليون، وتبدأ هذه المسألة من سؤال: كيف بدأ الله الخلق؟ وهذه النقطة إمَّا أنْ تُبحث بدقةٍ ويتحرَّز فيها الباحث بعدة قيود، وإلا فالنتائج قد تكون باطلةً، ولا يترتب على هذا البطلان شيءٌ، وقد يترتب عليه بعض المحاذير. الله سبحانه وتعالى منزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ، وبمجرد أنْ تسأل عن كيفية أول خلقٍ وقعتَ في المحاذير، لأنَّك تدخل في مسألة فرض الزمن.    يقولون أنَّ الله خلق العقل الأول، ويشترك هذا مع الله تعالى في التنزيه، ولا يقصدون التنزيه المطلق، أمَّا الافتراق يكمن في أنَّ الله لا جهات له والعقل الأول له جهات، ومن هذه الجهات صدرتِ الأفلاك، وكلُّ جهةٍ لها فلك، وكلُّ فلكٍ له خلقه، ثم من العقل الأول صدر العقل الثاني، وما نفعله واقعًا هو الفرار من محذور صدور الكثير عن الواحد، ونلتزم بصدور

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال التاسع والسبعون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال التاسع والسبعون:   [١٥٣] الرواية الرابعة: وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث الزنديق الذي سأله عن الله، له رضًا وسَخَط؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم، ولكنْ ليس على ما يوجد من المخلوقين، وذلك أنَّ الرضا حالٌ تدخُل عليه فتنقله من حالٍ إلى حال؛ لأنَّ المخلوق أجوفُ معتمِلٌ مركَّبٌ، للأشياء فيه مَدخلٌ، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه، لأنَّه واحدٌ، أحديُّ الذات وأحديُّ المعنى، فرِضاه ثوابُه وسَخَطُه عِقابُه من غير شيءٍ يتداخله فيُهيِّجُه وينقله من حالٍ إلى حالٍ، لأنَّ ذلك من صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين. "أقول: وتقدَّم ما يدل على ذلك ويأتي ما يدل عليه والأحاديث والأدلة فيه كثيرة". وقد استدل بعض علمائنا على نفي المُجرَّد سوى الله بوجوهٍ، منها قوله تعالى: {ليسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} [الشورى/ ١١] ولو وُجِد مجرَّدٌ سوى الله لكان شبيهًا به ومِثلًا له، ولذلك قال بعض من ق

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثامن والسبعون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثامن والسبعون:   [١٤٨] الرواية السابعة: وفي التوحيد، عن محمَّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفَّار، عن محمَّد بن عيسى اليَقْطِيني، عن سليمان بن جعفرٍ الجعفري، قال: قال الرضا (عليه السلام): المشيَّة من صفات الأفعال، فمن زَعَمَ أنَّ الله لم يزلْ مُريدًا شائيًا فليس بمُوحِّد.   صفات الأفعال تَظهر في الفعل، فلا معنى لها ما لم يكن لها متعلَّق؛ أيْ لا موضوعية لها ما لم يكن الموضوع موجودًا، فإرادة الله تتعلَّق بأمرٍ خارجي، فما لم يوجد هذا الموجود الخارجي ينتفي الموضوع من أصل، فلا تُوصَف هذه الصفات بالقِدَم. عندما نقول: الله رازقٌ قبل المرزوق وعالمٌ قبل المعلوم وسامعٌ قبل المسموع، كما مرَّ في بعض الروايات، فما الفرق بينها -أيْ هذه الصفات- وبين الإرادة والمشيئة؟ فإنَّنا لا نقول: الله مُريدٌ قبل أنْ تتعلَّق إرادته بموجودٍ خارجي، وكذا المشيئة؟ الإرادة والمشيئة في العلم، فتحتاج لتعلُّق العلم بالموجود الخارجي حتى تُوجَد فيه، وتحتاج إلى تع

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السابع والسبعون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال السابع والسبعون:   [١٤٧] الرواية السادسة: محمَّد بن عليِّ بن الحسين في الأمالي والتوحيد، عن القطَّان، عن السُّكَّري، عن الجوهري، عن محمَّد بن عمارة، عن أبيه، قال: سألتُ الصادقَ جعفرَ بن محمَّدٍ (عليه السلام) فقُلتُ له: يا ابن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أخبرني عن الله، له رضًا وسَخَط؟ فقال: نعم، ولكنْ ليس على ما يُوجَد في المخلوقين، ولكنَّ غَضَبَ الله عِقابه، ورِضاه ثوابه.      أيْ أنَّه لا يغضب ثمَّ يُعاقِب، فغضبه هو عقابه، وعندما نتحدث عن المعاني فلا وَعْيَ لنا بها إلا بفعلها، أيْ أنَّ تعلُّقَنا بالإثبات، هذا بالنسبة للإنسان.    الرضا والسَخَط نتيجته العقاب والثواب بالنسبة للمخلوقين؛ أيْ لا كلَّما رَضيتُ أَثَبْتُ ولا كلَّما سَخطتُ عاقبت، ولكنْ كيف هو الأمر بالنسبة لله تعالى إذ أنَّه يرضى ويسخط كما في النصوص؟    الرضا والسَخَط منه تعالى صُغرَى إلى كُبرى مرَّ الحديث عنها سابقًا، ونستعرضها فيما يأتي أيضًا.   تنبيه