المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢١

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الحادي والأربعون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الحادي والأربعون:   كتاب من لا يحضره الفقيه مُقاسٌ على من لا يحضره الطبيب، وصفته أنه يغنيك، وكذا الاستبصار والتهذيب والكافي، فهذه الكتب بما أنها حاويةٌ لروايات أهل البيت (عليهم السلام) يُفترض أنها استوعبت أبواب الفقه. ولكن مَن الذي كتب هذا الكتاب، الشيخ الصدوق في القرن الرابع الهجري، فمَن يريد قراءة من لا يحضره الفقيه لا يصح أن يقرأه بعقلية اليوم، بل ينبغي له أن يقرأه بعقلية زمان الكتاب. في الواقع، النقوض التي نُوردها على كتب المتقدمين أغلبها لا تكون صحيحةً لأننا نقرأ كتبهم بعقلية اليوم لا بعقلية زمن كتابة تلك الكتب، فنجد مواضيع مهمةً كالاجتهاد والتقليد لم يتحدث عنها المتقدمون، وذلك لأنه لم تكن لديهم حاجةٌ لذلك، ولكن هذا الموضوع له أصلٌ عندنا، أيْ عنوانٌ بتمام حيثياته يصدق على الاجتهاد والتقليد بلا تكلف. أما الإشكالات التي أوردوها على من لا يحضره الفقيه فغير صحيحة، والجواب عليها أنك تقرأ الكتاب بموازينك اليوم -كما قلنا-

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الأربعون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الأربعون:   تنبيهٌ مهم: في التعامل مع أقوال الأعلام فيما بينهم، كقول الشيخ المفيد في الشيخ الصدوق، نكون بين خيارين على نحو التعيين: الأول: أن نوجِّه كلام الشيخ المفيد بما لا يسيء له ولا للشيخ الصدوق، كما فعل السيد جعفر مرتضى العاملي، وقد نلجأ إليه أحيانا. لكنَّ ما أقوله أننا في تعاملنا مع أصحاب الأئمة العلماء والرجال، خصوصًا الرواة أشد مما يتعامل به العامة مع الصحابة، وكأنهم معصومون، وهذا غير صحيح، فهو يؤدي إلى إسقاط الرجل عندما يصدر منه أيّ خطأ، بينما المراد أن نرى هل هذا الرجل سيء أم لا، ولا يثبت ذلك ببعض التصرفات بل سلوك الرجل العام. لذلك عندما ندرس شخصية غير المعصوم لا بد أن نعلم أننا نتعامل مع إنسان هذا شأنه، وهذا هو الخيار الثاني. وبالتالي لا نجد مشكلةً في القول أن الشيخ المفيد كان صاحب شخصيَّةٍ حادة، ولن يمسَّ ذلك تقواه وورعه، والواقع أنه من حفظة الدين.   نقطةُ أخرى في الموضوع: إذا أردنا إقامة استصحابا قهقرائيا،

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال التاسع والثلاثون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال التاسع والثلاثون:   نؤكِّد أن العاقل هو الذي يميِّز بين حفظ المقام والنقاش العلمي والنقد، بما لا يؤثر في المقام. فإن قلنا أن الشيخ الصدوق شيخ المحدِّثين، وأنه ممَّن أكثرَ عن علمٍ التصنيف والتحبير في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فالفائدة من ذلك أن نعرف مقام الرجل أولا، ثم أننا عندما نرى شيئًا لسنا على وفاقٍ معه فيه نحذر في توجيه النقد، ونحاول ما استطعنا أن نُخرِّج كلامه بما يُخرِجُه عن حدِّ الإشكال ثانيا، لأن هذا ما يقتضيه مقام الشيخ الصدوق، وإن لم نجد ما نوجِّه به كلامه في أحد الموارد ننتقد الكلام ونُشكِل ولا يتجاوز الإشكال حدَّه، فإن تجاوزنا بمقدار شعرةٍ واحدةٍ دخلنا في حيِّز الفجور وهذا لا يجوز. فلا بد أن نحتفظ بمقامات أصحاب الجهود. يُوجد لدينا كُتبٌ كثيرةٌ في أخبار أهل البيت (عليهم السلام) كتبها الشيخ الصدوق، وربما كان أكثرَ من كَتب في هذا المجال، ولذلك يُسمَّى بشيخ المُحدِّثين.   فمَنْ هو الشيخ الصدوق؟   نبد

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثامن والثلاثون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثامن والثلاثون:   من هنا نبدأ الكلام في أسناد الروايات بدأً من الباب الثاني من أبواب الكلِّيات المتعلقة بأصول الدين وما يناسبها:   تمهيد:   للأسناد طُرقٌ في التعامل معها، وقد حُصِر الفكر الحوزوي في أنها كُتبت لغاية تصحيح أو تضعيف الحديث، وهذا مجانبٌ للصواب تماما. السند ليس هو الحديث، فإما أن نقول أنه علةٌ تامةٌ لصحة أو ضعف الحديث، أو نقول هو مقتضٍ، أو نقول هو قرينةٌ فلا هو علةٌ تامةٌ ولا هو مقتضٍ كما هو واضح، وهو المختار. فكم من كاذبٍ روى صحيحا؟ وبالتالي لا يمكن أن نعتبر أو لا نعتبر الخبر بسبب السند فقط، ولكن بطبيعة الحال إذا جاء ثقةٌ بخبرٍ وجاءك كاذبٌ بخبرٍ تميل للثقة بشكلٍ طبيعي، ولكنَّ مصادرة ما نقله الكاذب ليس صحيحًا ولا علميا، إلا في موارد الدوران بينهما، فنأخذ حينها بقول الثقة، ولا يعني ذلك أن الآخر غير صحيح، لكنه للدوران في مقام العمل، لعدم انكشاف كلِّ الحقائق لنا. كتب علماء -في علم الرجال- من أوائلهم ابن

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السابع والثلاثون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال السابع والثلاثون:   ] ٥٢ [ الرواية الحادية عشر: وعن محمَّد بن موسى بن المتوكِّل، عن محمَّد بن يحيى، عن محمَّد بن أحمد، عن عبد الله بن محمَّد، عن عليِّ بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفرٍ (عليه السلام) في دعاء: يا ذا الذي كان قبل كلِّ شيءٍ ثم خلق كلَّ شيءٍ، الحديث.   قوله: "يا ذا الذي كان قبل كلِّ شيء"، فيه أمرٌ زائدٌ عن الروايات السابقة نستفيده من قوله (كان)، فهي تدلُّ على الكينونة أي أنه موجودٌ بلا سابق. القاعدة الكلَّية الأولى: أنَّه كان قبل كلِّ شيء. والثانية: أنَّه خلق كلَّ شيء.   ] ٥٣ [ الرواية الثانية عشر: وعنه، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الصقر بن دِلف، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: يا ابن دِلف، إنَّ الجسمَ محدثٌ والله مُحدِثه ومُجَسِّمُه، الخبر.   الجسم مُحدَثٌ لأنه مركَّبٌ ومحلٌّ للحوادث، وهذه علامات الإمكان والحدوث. قال (عليه السلام): "والله مُحدِثه ومُجَسِّمُه" ، فكلُّ ج

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السادس والثلاثون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال السادس والثلاثون:   ما يزال الكلام حول سند الرواية التي تعرَّضنا لها في الدرس الماضي:   نؤكِّد أن قولنا بأن البلوي كان مستهزئ هو احتمالٌ قلنا به لبعض القرائن كإسناده الرواية لعمارة بن زيد عمَّن رواه، ولو كان عمارة من السماء لما احتاج لأن يسند الرواية لرجلٍ آخر من أهل الأرض، فنجمع بين إسناده إليه وجوابه هذا على من سأله عن عمارة فنحتمل بعض الاحتمالات منها أنه كان يستهزئ بمن سأله، فنحن لا ندَّعي هذا القول لكننا نحتمله. بعد أن وجدنا الذمَّ والقدح في الرواة رجعنا إلى أحاديثهم المرويَّة في كتبنا، فوجدنا أنها ذات طابعٍ غالب، وهو الجانب العقائدي وما يلحق به من ذكر كرامات أهل البيت أو أمورٍ خاصةٍ بهم (عليهم السلام)، فنأخذها ونجعلها كمعطى لا أن نحسم بها الأمر، نعود مرةً أخرى لتوثيقات وتضعيفات الشيخين النجاشي والطوسي، هل لها تميُّز معيَّن؟ فإنه لا يصحُّ أن لا نقرأ كتبهما. ونستحضر هنا كلمةً للسيد محمد باقر الصدر (رحمه الله)، وهي أن ا