المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخامس والستون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الخامس والستون:   فائدة: عندما يقتطع الشيخ الحرُّ العاملي (قدِّس سرُّه) من أيِّ روايةٍ ما يحتاجه في المقام، وهو ليس من مقامات الاستشهاد، وإنما من مقامات الجمع، فهو يريد أن يجمع كل ما يصلح للتدليل على أمرٍ معيَّن، وهذا كاشفٌ عن تدقيق الحرِّ العاملي في الروايات، وهذا ليس موجودٌ ضرورةً عند كل العلماء، فيُطمئنُّ له ولأمثاله في استشهاده بالشواهد الروائية أكثر من غيره، فينبغي الاعتناء بالرواية لعنايته بها.   ] ١١٧ [ الرواية الرابعة عشر: المفضَّل بن عمر، في كتاب التوحيد الذي رواه عن الصادق (عليه السلام) في حديثٍ طويل، قال: إنَّ العقل يعرف الخالق من جهةٍ تُوجِب عليه الإقرار ولا يعرفه بما يُوجِب له الإحاطة بصفته، إنَّما كُلِّف العباد من ذلك ما في طاقتهم أنْ يبلغوه، وهو أنْ يوقنوا به ويقفوا عند أمره ونهيه، ولم يُكلَّفوا الإحاطة بصفته، كما أنَّ الملِكَ لا يكلِّف رعيَّته أنْ يعلموا أطويلٌ هو أم قصير، أبيضُ هو أم أسمر، وإنَّما يُكلِّفهم الإذعان بس

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الرابع والستون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الرابع والستون:   ] ١١٤ [ الرواية الحادية عشر: وعن محمَّد بن أبي عبد الله، رَفَعَه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ابن آدم لو أَكَلَ قلبَكَ طائرٌ لم يُشبِعه، وبصرك لو وُضِعَ عليه خرق إبرةٍ لغطَّاه، تريد أنْ تعرفَ بهما ملكوت السماوات والأرض؟ إنْ كُنتَ صادقًا فهذه الشمس خلقٌ من خَلْقِ الله، فإنْ قدرتَ أنْ تملأ عينيك منها فهو كما تقول.   تنبيه: من الأمور المهمة في قراءة النصوص ضرورة قراءة النص بتمامه، فقد يكون البيان المتأخر هو الذي يبيِّن المراد من هذا النص ككل، كما وجدنا هنا في ذيل الرواية عندما ذكر النظر في الشمس، ومن الأمثلة الواضحة في هذا آية التبين من نبأ الفاسق.   إن القلب ينفعل بما يصل إليه من صور، فلو فتحت الباب ووجدت أسدًا أمامك ماذا يحدث؟ يتفاعل القلب مع الصورة وتحصل حالةٌ من الانقباض والخوف عندك، مع أنك لو دقَّقت فيه فقد تجده مجسَّمًا للأسد لا أسدًا حقيقيا، ولو كنت تستطيع النظر في الشمس لحصلت لها صور

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث والستون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثالث والستون:   زيادة بيان للرواية السابعة التي سبق الكلام فيها:   قلنا أن الدال لا يكون على نحو المطابقة التامة للمدلول كصفةٍ لله تعالى، كما إذا قلت الله عالِم، فأنا لا أدرك مدلول العالِم التام. لماذا لا يمكن أن يصف الله تعالى إلا هو؟ قلنا أنك إذا أردت أن تصف شيئًا -بالرجوع لمبحث الوضع- فأنت تحتاج لتصور الموضوع وتصور الموضوع له، أي تتصور المعنى واللفظ، وهذا أول شروط الوضع، والتوصيف وضع، فإنك تريد أن تبين أمرًا موجودا، وهذا الموجود لا بدَّ أن تتصوره، وتصور الجزء والوضع للكل ممتنع، وهذا هو الحال مع الله تعالى، فإنه لا يمكن الإحاطة به تعالى، فلا يمكنك وصفه، وبالتالي تقف عند ما وصف به نفسه فقط، وتستعمله كدال، ولا تتعدى للمدلول. قد يقال: إنك تتصور جهةً وتضع له تعالى، لكننا نقول لو وضعت لهذه الجهة فقد يكون الوضع خاطئًا بالنسبة للكل، ولا تكون موافقةً الواقع. لا توجد صفةٌ إلا أن تكون عارضةً أي خارجةً عن الذات، والأوصاف

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثاني والستون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثاني والستون:   الروايات القادمة من السابعة إلى العاشرة تكاد تكون بلسان واحد.   ] ١١٠ [ الرواية السابعة: وعن محمَّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفُضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنَّ الله لا يُوصف، وكيف يُوصف وقد قال في كتابه: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ] الأنعام ٩١ [ ، فلا يُوصف بِقَدْرٍ إلا كان أعظمَ من ذلك.   تريد أن تصفَ الله تعالى، وكلما وصفت فهو أعظم، فالله سبحانه وتعالى لا يوصف، وهذا نفيٌ لإمكان الوصف، فهل يُفهم منه النهي عن وصفه؟ نعم، يفهم النهي عن الوصف، إلا بما وصف به نفسه كما قالت الروايات، وإن لم يُفهم منها النهي فالوصف مع هذا البيان يكون لغوا، ولا داعيَ ولا مُوجِب له؛ فإنك تصف الشيء لأنك تريد بيان جانبٍ من جوانبه، والإمام (عليه السلام) يقول أنك لا تتمكن لأنه أعظم من ذلك. يحتمل البعض أن موضوع الرواية هو قَدْر الوصف، فنقول:

قِيلَ: هذا جعفري

صورة
  تشكِّل الآداب العامة للمجتمعات رادعًا للإنسان عن ارتكاب الكثير من الأفعال، وكذا تفعل الآداب الخاصة لكل مجتمعٍ على حِدة، وهذه القوة تعدُّ من أكبر مقومات السلوك الإنساني، ومجتمع المؤمنين لا يخلو من مثل هذه الآداب، بل آدابه أكثر وأدقُّ من غيره من المجتمعات، ودون شكٍّ هذه حالةٌ إيجابيةٌ إجمالا، ولا بدَّ من الحفاظ عليها وتنميتها وتقويمها، كي نتمكَّن من المحافظة على نظام المجتمع واستقامته.   من الأمور الرادعة لنفس الإنسان عن ارتكاب الأفعال المُخجِلة، الانتساب إلى جهةٍ ما، وكلُّنا على أيِّ حالٍ ننتسب إلى جهةٍ ما، وكلما علا شأن هذه الجهة وارتفع مقدارها كلما زاد تأثيرها، وكلما زاد تعلُّقنا بهذه الجهة كلما زاد أثرها في أنفسنا، ومن أوضحها انتسابنا للأبوين والعائلة، فكثيرًا ما يمتنع الإنسان عن بعض الأفعال مراعاةً لأبويه وعائلته، كي لا يجعلهم عُرضةً للذمِّ والشتم والاستنقاص وغير ذلك، فالمانع من الفعل هنا لم يكن ما سيتعرَّض له كفرد، إنما كان الجهة التي ينتسب إليها، ولولاها لما اكترث بما سيجري عليه ويترتَّب على فعله. وكذا يترك الانتساب للبلدة، والانتساب للمعلِّم، ولفئةٍ أو مجموعةٍ ما أثره، وي

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الحادي والستون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الحادي والستون:   ] ١٠٦ [ الرواية الثالثة: قال الكليني: وفي روايةٍ أخرى عن حَريز: تكلَّموا في كلِّ شيءٍ ولا تتكلَّموا في ذات الله.   الرواية عامةٌ، وهي تبيح الكلام في كل شيءٍ دون الذات الإلهية، لكنها مخصَّصَةٌ برواياتٍ أخرى، كالذي جاء عن أهل البيت (عليهم السلام) أن اسكتوا عمَّا سكتنا عنه وغير ذلك.   ] ١٠٧ [ الرواية الرابعة: وعن محمَّد بن يحيى، عن أحمد بن محمَّد، عن ابن أبي عُمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنَّ الله يقول: {وأنَّ إلى ربِّكَ المُنتهى} ] النجم/ ٤٢ [ فإذا انتهى الكلامُ إلى الله فأَمسِكوا.   المقصود هنا (إذا انتهى الكلام إلى ذات الله)، فيمكن أيضًا أن تُضاف الصفات أو الأسماء فتكون العبارة هكذا: (أسماء الله) أو (صفات الله)، وذهبنا لهذا لورود النهي عن الكلام في الذات في الروايات السابقة، والأمر بالكلام في الصفات، كما أنه لا يمكن استفادة النهي عن الص