المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثامن والعشرون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الثامن والعشرون:   تتمة الكلام في الرواية السابقة:   مَن يكون مِن أولي الألباب يكتفي بمثل الملاحظات التي ذكرها الإمام (عليه السلام)، فإنه يرى بوضوحٍ أنَّ كلَّ شيءٍ يؤثِّر في غيره، سواء كان على المستوى التكويني أو غيره، وهذا التأثير الواضح دليلٌ على وجود واضعٍ له.   قال (عليه السلام): "ملك الله القاهر" . في الواقع تنقسم المِلكية إلى حقيقيةٍ واعتبارية، والمِلكية الحقيقية تعني عدم زوال مِلك المالك، أما الاعتبارية فتنتقل وتزول، ومِلك الله تعالى حقيقي، قال تعالى: {إنَّا لِلهِ وإِنَّا إِليهِ رَاجِعُون} ] البقرة/١٥٦ [ ، فنحن وكلُّ ما نملك هو بيد الله يتصرَّف فيه كيف يريد، فانظر مثلًا ما يفرض الله على العباد في شهر رمضان من أمور، فيمتنع الزوج عن زوجه، ويمتنع عن أكل وشرب ما يملك، وغير ذلك، فمِلكه تعالى قاهرٌ لكلِّ مِلكٍ اعتباري، وأولو الألباب يُدركون هذه المسائل.   قال (عليه السلام): "جلال الربِّ الظاهر"

التطلُّعات من نشري لتقريرات درس الفصول

صورة
  التطلُّعات من نشري لتقريرات درس الفصول   لا يخفى على المتتبِّع للحوزات العلمية أنَّ طالب العلم لا بدَّ له من بعض المهارات في طريق تحصيل العلم، ومن تلك المهارات المهمَّة جدًّا التمكُّن من تقرير الدروس، التي تتضمَّن فهم ما ألقاه المدرِّس وتدوين الملاحظات وإعادة صياغتها بحسب فهمه، وقد تتضمَّن الحاجة لإعادة سماع الدرس وتفريغ التسجيل وغير ذلك، ومن الواضح أنَّ كلَّ هذا يساعد على أنْ يقرَّ العلم في صدر المتعلم. تميَّز الكثير من علمائنا بهذه الميزة، حيث عكفوا على تقرير دروس أساتذتهم، وقد طُبِعت العديد من الكتب على هذه الشاكلة، فيحقِّق الطالب بذلك الفائدة لنفسه أوَّلًا، ثم لغيره بنقل العلوم التي يبثُّها الأساتذة العلماء في دروسهم، بل إنَّ الكثير ممَّا يدور في الدرس قد لا تجده مقيَّدًا في كتب نفس العلماء، وهو راجعٌ لطبيعة الدروس والأخذ والردِّ فيها. خلال مسيرتي الحوزوية كان الأساتذة الفضلاء ينصحون بتقرير الدروس بشكلٍ مستمر، لما له من دورٍ مهمٍّ في الفهم وصياغة عقلية وشخصية طالب العلم، وأخصُّ بالذكر سماحة الشيخ صالح آل جواد الجمري، وسماحة السيِّد محمَّد العلوي، وسماحة الشيخ محمَّد الفِر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السابع والعشرون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال السابع والعشرون: [٣٧] الرواية الخامسة: وعن علي بن محمَّد، ومحمَّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن بِشر بن بشَّار، قال: كتبتُ إلى الرجل: أنَّ من قِبلنا قد اختلفوا في التوحيد، منهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: صورة، فكتب إلي: سبحان من لا يُحدُّ ولا يوصف ولا يشبهه شيءٌ وليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير.   قد يُتوهَّم أنَّ المقصود من قول بِشر: "أن من قبلنا" ، يراد به الشيعة، لكنه ليس كذلك بالضرورة، فالمقصود مَن هم بجوارهم أو محلَّتهم أو ما شابه، ويدلُّ عليه بعض الروايات التي وردتْ فيها نفس العبارة وكان المقصود منها أبناء العامَّة. المقصود من قوله (عليه السلام): "لا يحد" أنه لا يميَّز بحدٍّ عن غيره، وإنْ كان غيره يميَّز عنه. أما باقي المعاني الواردة في الرواية فقد مرَّ بيانها.   [٣٨] الرواية السادسة: المفضَّل بن عمر في كتاب التوحيد الذي رواه عن الصادق (عليه السلام) في حديثٍ طويلٍ قال في صفة الله: لم يستتر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال السادس والعشرون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال السادس والعشرون: [٣٦]  الرواية الرابعة: قال الكليني: وسُئِل أبو جعفرٍ (عليه السلام) عن الذي لا يُجتزى بدونه من معرفة الخالق؟ فقال: ليس كمثله شيءٌ ولا يُشبهه شيء، لم يزلْ عالمًا سميعًا بصيرا.   هذه الرواية متعقِّبة لروايةٍ مسندةٍ إلى الإمام الكاظم (عليه السلام) في الكافي. وهنا مسائل:   الأولى: لو كان عندي عشرُ رواياتٍ تتحدث عن حكمٍ واحدٍ لموضوعٍ واحد، وبدأت أناقش كلَّ روايةٍ على حدى، فوجدت الأولى مرسلة، والثانية فيها رجلٌ ضعيف، والثالثة تحوي المجاهيل، وهكذا بقية الروايات، بهذه الطريقة أنتهي إلى صفرٍ من الروايات. ولكن لو قلت أنَّ عندي طرقٌ متعددةٌ تتحدث عن موضوعٍ واحدٍ بأحكامٍ متوافقةٍ كالوجوب والاستحباب مثلا، ومع ما في أسنادها من مشكلاتٍ ألا يعطي ذلك احتمالًا أنَّ الموضوع تحدث عنه أهل البيت (عليهم السلام)؟ هذا ما يسمى بفقه الحديث. هذا إذا كنت ممَّن يحاسب الروايات بمعيار السند فقط، وإلا فسقوط السند ليس إلا فقدانٌ لواحدةٍ

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخامس والعشرون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الخامس والعشرون:   ] ٣٤ [ الرواية الثانية: وعن محمَّد بن أبي عبد الله، عن محمَّد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، قال: سُئِل أبو جعفرٍ الثاني (عليه السلام): يجوز أنْ يُقال لله إنه شيء؟ قال: نعم، يُخرِجه عن الحدَّين، حدُّ التعطيل وحدُّ التشبيه.   هناك أمور في قضايا العقيدة لازمة، إنما أراد الإمام إظهارها لا التأسيس لها، من ذلك مثلا: أنَّ مجرد السؤال دليلٌ على وجود الله، فكلما ثبت لديك نقصٌ دلَّ على وجود الله، وسؤالك عن شيءٍ دليلٌ على نقصك وعلى أنك مُحاطٌ بك، وهذه هي طبيعة المحدود، ولا يكون الشيء محدودًا إلا في قبال ما لا حدَّ له. ودليل ذلك برهانيٌّ وهو بُطلان التسلسل، حيث إنَّ كلَّ مُحاطٍ مُحاطٌ بما يُحيط به ويتسلسل ما لم نقل باللا محدود، وكلما سألنا وتصاعدنا في الأسئلة والإجابة ولم نصلْ للمُحيط مطلقًا بكلِّ السائلين وقعنا في التسلسل وهو باطل، ولازم هذا وجود المطلق .   المشكلة أنه وبال

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الرابع والعشرون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي:   المقال الرابع والعشرون:   ] 31 [ الرواية الثالثة: وعن عبد الواحد بن محمَّد بن عُبدوس، عن علي بن محمَّد بن قُتيبة، عن الفَضْل بن شاذان، قال: سأل رجلٌ من الثنويَّة أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال له: إني أقول: إنَّ صانع العالم اثنان، فما الدليل على أنه واحد؟ فقال: قولك إنه اثنان، دليلٌ على أنه واحد، لأنك لم تدَّع الثاني إلا بعد إثباتك للواحد، فالواحد مُجمعٌ عليه، وأكثر من واحدٍ مختلفٌ فيه.   جواب الإمام مسكتٌ للسائل كفردٍ بلا شك، لكنه جوابٌ جدليٌّ بالمستوى الأول على قدر السائل، وهو -في الواقع- جوابٌ يفيدنا في مسألة أصالة البراءة، فالأول القدر المتيقَّن والثاني يحتاج إلى دليل .   ولكنْ، هذه الرواية لا تصلح للإدراج في كتاب الفصول لأنها لا تُعطي قاعدةً كلِّيةً في بابها، فلو ناقش السائلُ الإمامَ (عليه السلام) لانتقل الإمام لمستوًى آخر من الجدل والجواب .   ] 32 [ الرواية الرابعة: وعن جعفر بن علي بن أ