مراجعة: كتاب مقولة الإسرائيليات في كتبنا الحديثية
مراجعةٌ على كتاب:
العنوان: مقولة الإسرائيليات في كتبنا الحديثية (مراجعةٌ في منهجية البحث).
المؤلف: السيد محمد بن السيد علي العلوي.
الحقل العلمي: أصول الحديث.
الطبعة: الأولى (١٤٣٩هـ/ ٢٠١٨م).
الناشر: مداد للثقافة والإعلام.
عدد الصفحات: ٤٣ صفحة.
يقع الكتاب في مقدمةٍ وثلاثة فصولٍ وخاتمة.
أولا: المقدمة:
عمَد المؤلف فيها إلى تحرير محل المشكلة وأسبابها، والداعي لكتابة هذه الرسالة، وقرَّر كون مسألة الإسرائيليات من صغريات قضيةٍ أعم منها، وهي دخول غير المُختصِّ على خط معالجة الروايات والتعاطي معها.
ثانيا: الفصل الأول: القواعد الكلية وأهمية المنشأ في موضوعية النقد:
- بيانٌ مختصرٌ للمناهج المتّّبعة في التعامل مع الحديث الشريف من قبل العلماء.
- بعد توضيح بعض المناهج أشار لأمرٍ منهجيٍّ في التعامل مع المسألة، وهو ضرورة مناقشة الكبرى في إثبات صحة الأحاديث من عدمها، لا المناقشة في الصغريات.
- استطراد: بيَّن فيه عدم كفاية الدالِّ اللفظي لتعيين المعنى بدقة، والحاجة الضرورية للدوال الأخرى كنبرة الصوت، ولغة الجسد، بالإضافة للعناوين المقامية. وما دمنا نعتمد الظواهر حيث لا طريق آخر لنا، فلا بد من الانتباه إلى أننا سنواجه المشاكل في الفهم أحيانا، وبالتالي نحتاج للحذر في ردِّ الأحاديث.
ثالثا: الفصل الثاني: مسألة العرض على القرآن الكريم:
- يرى المؤلف أن الأئمة (عليهم السلام) والأصحاب (رضوان الله عليهم) قد قاموا بهذه المهمة، كما يذهب إلى ذلك كثيرٌ من علمائنا.
- يؤكِّد أيضًا أن عدم القول بذلك ينفي الهداية من الضلال والعصمة المترتبة على التمسك بالثقلين، حيث إن العاصم مفقود.
رابعا: الفصل الثالث: مسألة الإسرائيليات [وهي موضوع الرسالة الأساسي]:
- مدخل المسألة: التفكُّر في مسألة (أساطير الأولين)، وبدأ بنفي أن ما في القرآن من الأساطير، ثم أن دعوى الكفَّار أن ما في القرآن -لتضعيفه- من الأساطير لا طائلَ منها، بل إن الأساطير القديمة فيها دلالاتٌ علميةٌ عميقة.
- تأكيد قوة بعض الدلالات الواردة في القصص والروايات القديمة وما اصطلح عليه بالأساطير، كدلالة بعضها على ضرورة الرجوع لقوةٍ غيبيةٍ خارقةٍ مع الحاجة لعِلَّةٍ متوسطة.
- موافقة النصوص القرآنية أو الروائية للقصص الأسطورية يقويها ولا يؤثر في مصداقية القرآن والرواية، خصوصًا بالبناء على عمل الأصحاب على تنقيح وتنقية التراث الروائي في زمن الأئمة (عليهم السلام) من الأساطير والخرافات.
- يرى الكاتب أن الابتلاء من الله تعالى للمؤمنين لا يكون في أصل موضوع الثبات، بل يكون في البناء المرتكِز عليه.
ختاما: تعليقي:
نجح الكاتب في إيصال رسالته عبر تحرير وتقرير المسائل بدقةٍ مع اختصارها، فلا يعاني القارئ في فهمها بل يتمكَّن من الفهم بيسر، ولا يخفى على من اطَّلع على مؤلفاته أو استمع إلى محاضراته أو حضر دروسه أن الرسالة متَّسقةٌ ومتناسقةٌ مع ما هو عليه من معتقداتٍ وقناعاتٍ وأفكار، وهو مما يُحسب له ويبيِّن عدم التذبذب من المؤلف.
أنصح المؤمنين بالاطلاع على هذا الكتاب فهو ليس كتابًا تخصصيًا بحتًا بل هو في متناول الجميع كما أراده المؤلف، وهو من الكتب التي تجعل في النفس المؤمنة شيئًا من السكينة والطمأنينة.
محمود سهلان
السبت ٢٧ شوال ١٤٤١هـ
الموافق ٢٠ يونيو ٢٠٢٠م
تعليقات
إرسال تعليق